خطرت بقامة أغيد مياس

خَطرت بِقامة أَغيدٍ مَيّاسِ

متلفِّتٍ يُزري بِظبي كناسِ

وَرنت إليّ بِصارمٍ مِن لَحظِها

يودي بِقسورة شَديد الباس

وَرمت فؤادي عَن قَسيّ حَواجبٍ

بنبال تيه ما لها مِن آسي

قسماً بطرّتها وَصبح جَبينها

وَبِطَرفِها المَوصوف بِالنعّاس

وَبورد خدّيها وَخالٍ قَد غَدا

لِجَمالها الزاهي مِن الحرّاس

وَبلؤلؤ يَزهو بِحُسن نِظامه

وَبريق ثَغر عاطر الأَنفاس

وَبجيدها مَع ما حَواه صَدرُها

مِن مَرمر يَحكي ضيا النبراس

إِني وَإِن طالَ الصدود بِمعزل

عَن سلوةٍ إِلا عَن الوسواس

وَأَنا الَّذي لا أَنثني عَن عشقها

بِغواية مِن لائم خَنّاس

يا عاذِلي كَيفَ السلوّ وَإِنَّها

هَيفا قَد اِختلست جَميع حَواسي

وَتملكت مِني فؤاداً كانَ مِن

قَبل الغَرام كَصَخر طود راسي

أَو كَالحَديد فلان مِن حرّ الجَوى

بَعدَ اِتِصافٍ بِالفُؤاد القاسي

حاشا أَميل عَن الهَوى إِلا إِلى

مَدح الوَزير وليّ عَهد الناس

تَوفيقٍ الشَهم الَّذي بِعلومه

يَسمو عَلى مَأمونها العَباسي

مَن رَأيُه في الحُكم أَنسى قيسه

وَذَكاؤه أَحيا ذَكاء إِياس

وَاِمتازَ عَن كُل الوَرى بِمَناقب

جلّت عَن الإحصاء في قُرطاس

مِنها السَماحة وَالفَصاحة وَالوَفا

بِالوَعد دُون تَغافل وَتَناسي

وَالحلم وَالمَعروف وَالعَفو الَّذي

مِن وَحشة يَهدي إِلى اِستئناس

يا أَيُّها الصَدر الَّذي بِنَواله

مُحيت رُسوم الفَقر وَالإفلاس

إني رَكضت بخيل فكري في الثَنا

وَإِلى مَديحك سارَعَت أَفراسي

فَعجزت عَن شُكري لِما أَولَيتَني

مِن غَير سؤل لا لنقص جناس

لَكن لِأَوصافٍ سِواك ببعضها

نال المُنى وَسما عَلى الجلاس

فَاقبل معاذيري وَقابل بِالرضا

مَدحاً بِإِخلاصٍ صَحيح قياس

وَاسلم لِدَولة والدٍ أَركانُها

بنيت بِمصر عَلى متين أَساس

لا زلت مَعهُ فائِزاً بِالنَصر ما

عَبث النَسيم بِمائِسات الآس

أَو ما بِأَمرك طابَ وَقتك وَاِغتَدى

مِن فَيض جودك للعفاة يُواسي

أَو قُلت في حسن اِبتِداء تشكري

خَطرت بِقامة أَغيد مياس