ذهبوا إلى أن المروءة أصبحت

ذَهَبوا إِلى أَن المُروءة أَصبَحَت

تَحتَ الثَرى وَالرَدمِ وَالأَطلالِ

فَأَجبتهم كفوا فَإِنَّ مَقالَكُم

خال عَن التَفصيل وَالإِجمال

وَتَحققوا أَن المُروءة أَشرَقَت

أَنوارها بِحسينها المِفضال

رَب السَماحة وَالمَهارة وَالذَكا

وَالرَأي وَالتَدبير وَالإِجلال

بَحر السِياسة وَالكياسة وَالوَفا

وَالعلم وَالعرفان وَالأَعمال

وَمَتى سَمعتم أَو رَأَيتم أَنَّهُ

قَد نالَها هَولٌ مِن الأَهوال

وَحسين يَرعى عَهدَها وَيجيرها

مِن ظُلم دَهر قاطع الأَوصال

وَيذب عَن أَبنائها بِحَماسةٍ

مَقرونةٍ بِالعز وَالإدلال

وَيَفيض غَيث نَواله في أَرضها

فَيَزول عَنهُ شدة الإِمحال

وَيَجود بِالمال الجَزيل وَبِالندى

لِجَميع صبيتها مَع الانجال

وَإِذا دَعَى لملمةٍ أَلفيتَه

ماضي العَزيمة ثابتَ الأَقوال

وَلَهُ الإِمارة عَن أَبيه وَخاله

لَيث الحُروب وَفارس الأَبطال

وَبفهمه المَشهور أَضحى مُفرداً

بَينَ الوَرى في سائر الأَحوال

وَبحسن منطقه وَفصل خِطابه

يَنجاب غَيم سَحائب الإشكال

وَبلطف منهجه القَويم وَسيره

في حكمه المتنوّع الأَشكال

وَعلوّ همته وَطيب حديثه ال

مشحون بالآيات وَالأَمثال

تَحيا رُسوم الفَضل بَعدَ فَنائِها

وَتَعود بِهجَتِها مَع الأحفال

فَاللَه يَحفظه وَيَرفع قَدره

وَيمدّه بِالنَصر وَالإقبال

وَيَزيده حلماً وَفهماً ثاقِباً

وَفَراسة وَشَهامة الرئبال

وَمَهابة وَسَكينة وَنجابة

وَبُلوغ مَأمول وَصدق مَقال

وَشَجاعة وَسَعادة بِسياسة

وَصِيانة وَكَذا حَميد خِصال

ما لاحَ في أُفق العُلوم كَواكبٌ

وَأَضاءَ بَدر في سَماء كَمال

وَأَدام بَهجته وَأَيد مَجده

وَعَلَيهِ أَسبغ فَضله المُتوالي