سحائب إحسان السعيد محمد

سَحائب إِحسان السَعيد محمدِ

سَمير العُلا فاضَت عَلى كُل مجتدي

وَغَيث أَياديه الجَزيلة لَم يَزَل

يَعم جَميع الناس في أَي مَورد

فَأَيامه في جبهة الدَهر غُرة

وَأَحكامه بِالعَدل تَزهو كفرقد

وَلا رَيب أَن اللَه أَسعَد مصره

بِهِ بَعد مَولاها العَزيز محمد

وَكَيفَ وَقَد أَحيا بِها فَضل والد

حَباها بعزٍّ سرمدي وَسؤدد

وَخلَّد فيها ذكره باهتمامه

وَحصَّنها بالحزم مِن كُل معتدي

وَأَسس فيها كُل حصن وَقَلعة

بِرأي لَهُ في كل أَمر مسدد

وَقابل بِالمَعروف وَالبر وَالرضا

عَبيداً لَهُ تَرجو دَوام التخلد

وَتَمرح في رَوض المَسرة وَالهَنا

وَتطرب مِن ذكراه في كُل مقعد

وَتُثني عَلَيهِ مِنهُمُ الآن ألسنٌ

بِما قَدّمت يمناه في الأَمس وَالغَد

وَتَتلو عَلَيهِ آيةَ الشُكر دائِماً

بِأَكمل تَرتيل وَحُسن تردّد

وَما جنة الدُنيا سِوى مَصرنا الَّتي

سَمَت وَتَباهَت بِالعَزيز المؤيد

فَلا زالَ يَرعاها وَيغمر أَهلَها

مَدى الدَهر بِالإنعام في كُل مَولد

وَلا زال يَحميها بِسَطوة هاصرٍ

يَفرُّ لَديه كُل باغ وَمُفسد

وَلا اِنفك تاج النَصر مِن فَوق هامه

يَروح بِهِ بَينَ الجُنود وَيَغتَدي