سرور الداوري وهو السعيد

سُرور الداوري وَهوَ السَعيدُ

بِهِ تَحيا الرَعية وَالعَبيدُ

وَما يَحيى وَجعفرُه العَميدُ

لَهُ إِلّا كَبعض التابعينا

فَنعم الصَدرُ خَير الناس طرّا

لَقَد أَحيا بِنَشر العَدل مَصرا

فَنالَ بِذَلك الإِحسان أَجرا

وَسادَ عَلى الصُدور الأَوّلينا

هَلمّوا في نَهار المَهرجانِ

وَأَيام المَسرّات الحِسانِ

لِنَركُضَ في مَيادين التَهاني

بِحُصن صارَ في مَصرٍ حَصينا

بِهِ نَجد الطوابي بِالمَدافعْ

وَبِالأَبس الَّذي يَخشاه طامعْ

وَبِالهَون الَّتي فيها المَنافعْ

لَنا وَالضرّ لا يَخطي مَهينا

بِنا نَسعى لِقَلعة خَير صَدرِ

مَليك الناس مِن عَبد وَحرِّ

سَعيد الداوريِّ عَزيز مَصرِ

أَثيل المَجد كنز الوافدينا

أَما وَأَبيه وَالسَبع المَثاني

وَرَب البَيت وَالرُكن اليَماني

لَقَد نلنا بِهِ كُلَّ الأَماني

وَسالمنا الزَمان وَما نَسينا

وَأَنعشنا بِهِ صَوتُ المَثاني

فَهَل نَخشى صُروفاً لِلزَمان

وَكَيفَ وَما لَهُ في العَدل ثاني

لَنا يبقيهِ رَب العالمينا

لَنا يُبقيهِ في عز وَمجدِ

بِطول الدَهر تَحتَ لِواء سَعدِ

وَلا برحت لَهُ الأَيام تبدي

بِأَوقات الهَنا فَتحاً مُبينا

وَلا زالت عَساكره بِعزمِهْ

وَجودة رَأيِهِ وَسَديد حَزمهْ

وشدّة بَأسهِ وَبَديع نَظمهْ

تَدوس لِفَرط هَيبته العَرينا

وَلا زلنا ندير كؤس بشرِ

بِدَولته إِلى حَشر وَنَشرِ

وَنرفل دائِماً في ثَوب فَخرِ

بِساحته الرَحيبة آمنينا