سرى ينشر البشرى هناك نسيم

سَرى يَنشر البُشرى هُناك نَسيمُ

فَسُرَّ صَديقٌ بِالرضا وَحَميمُ

وَطابَت بِهِ الأَوقات وَالدَهر قَد صَفا

وَتابَ مِن الآثام وَهوَ مَظلوم

وَأَصبَح مَكلومُ الفؤاد بصحةٍ

وَغرّد مِن فَرط السُرور كَظيم

وَنادى مُنادي النَصر يا فَوز منصب

لعبدك أَضحى للخطوب يَلوم

وَما اِنفك عَن حفظ العُهود وَلا صبا

لِغَيرك يَوماً وَهوَ فيكَ يَهيم

وَكَيفَ يصافي غَير دين محمد

وَما هوَ إِلا بِالأَمير يَدوم

أَبى اللَه يا كنز السِياسة أَن يرى

سِواك بِما شاءَ المَليك يَقوم

فَأَنتَ حَليف لِلمُروءة وَالوَفا

وَأَنتَ بإجماع الأَنام كَريم

وَأَنتَ لأَحزاب المَعارف ناصرٌ

وَأَنتَ لِأَرباب الفُنون زَعيم

وَأَنتَ بلا منّ إِلى الخَير سابق

وَعَزمك في جبر الكَسير عَظيم

فَكَم مَرة قابلت بِالعَفو جانِياً

وَسالمته وَالقَلب مِنكَ رَحيم

وَكَم مِن قيود الظلم أَطلقت معشراً

بِرَأي لَهُ عدل السَعيد نَديم

وَكَم كربة فرّجت عَن خَير أَمّة

عَلى رَغم أَنف الجَهل وَهوَ خَصيم

وَكَم مِن أياد حار في حصر بَعضها

لِذاتك حبرٌ بِالثَناء عَليم

وَما أَنا مِن أَهل القَريض فَأَهتدى

إِلى بَث سحرٍ ضلّ عَنهُ فَهيم

وَلَكن دَعتني لِلقَريض مسرّةٌ

حَباني بِها يَوم القبول نَسيم

نَسيم سَرى بِالبشر وَالفَوز وَالهَنا

فَأَحوجني أَني بِذاك أَهيم

وَأهدي بِما يَحويه فهمي وَإِنَّهُ

لَعَمريَ في هَذا المَقام سَقيم

عَلى أَن عذري عِندَ مَولاي واضحٌ

لما أَن ديني في هَواه قَويم

وَمِنهُ الرضا يَكفي إِذا ما أَجازَني

بِهِ فَهوَ حسبي لا سِواه أَروم

وَها أَنا قَد بلغت ما كُنت راجِياً

بصبر لَهُ جَيش الخطوب عَديم