سعير لهماز بخيل منافق

سَعيرٌ لِهمّازٍ بَخيلٍ مُنافقٍ

حَسودٍ ذَميم مُجرم وَمُماذقِ

عتلٍّ زَنيمٍ آثمِ القَلب مُعتدٍ

أَلدَّ مِن الدين الحنيفيِّ مارقِ

ذَليلٍ جَبان بِالرِياسة مُغرم

دَنيّ غَبيّ أَبكمٍ غَيرِ ناطق

لَئيم ثَقيل الرُوح فَدْمٍ مفند

مهين مضلّ بِالأَباطيل واثق

تَناسل مِن وَغد ولص وَمفسد

فَجاءَ بَغيضاً مِن بَغيض وَسارق

وَحاول إِدراك المَعالي بكبره

أَلا إِنَّهُ فَظٌّ غَليظ المَرافق

فَتبّاً لَهُ مِن مدَّعٍ وَهوَ جاهلٌ

بَخيلٍ كَذوبٍ للفضول معانق

وَتَعساً لَهُ مِن أَلكنٍ وَابن أَلكنٍ

يَرى أَنَّهُ فَرد الوَرى في المَشارق

دَعاه جهول مثله لِسياحة

إِلى طور سينا مَع بَليد مطابق

فَسارَ إِلَيهِ مكرَهاً متزوّداً

بقيمة حلوفٍ كَما اللَيل غاسق

وَفي مَوكب التَشريف قَد ظَلَّ نادِماً

نَدامة مَحزون كَئيب مفارق

لِما أَنَّهُ لَمّا مَشى ببحيرة

مَع الرَكب أَدمى رجله سهم طارق

فَأَصبَح يَنعى نَفسه لمصابه

شَبيه غراب في دُجى اللَيل ناعق

فَقُل لِلّذي في ذم غمر يَلومني

دَع اللَوم تَنجو مِن عَنيف المَضايق

وَإِياك تَرضى في الوَرى مَدحَ أَحمَق

أَتى يَتباهى كاذِباً بِالمَخارق

فَما يَستَحقُّ الشكرَ تاركُ أَمِّه

كَثيرةَ أَحزانٍ لِجُوع مُرافق

لما أَن هَذا في الكِتاب محرّمٌ

يحلله مِن جهله كُلُّ ناهق

وَما القصد مِن ذا الهَجو في كُل مَجلس

دُعيت إِلَيهِ غَير كَشف الحَقائق

أَما فيهِ إِحساس إِذا كانَ فاضِلاً

أَما هُوَ مِن ماءٍ كَما الناس دافق

بَلى هُوَ مِن قَوم لِئام أَسافلٍ

دِيارهمُ مَأوى لِكُل مُنافق

فَإِن يَنته عَن زوره وَمحاله

جَبرناه بِالصَفح الجَميل المُوافق

وَإِلّا صَفعناه عَلى الوَجه وَالقَفا

وَملنا عَلى أَضلاعه بِالمَطارق

وَزِدناه مِن زجر وَرَدع وَلَعنة

إِذا هُوَ لَم يَعرف حُقوق الخَلائق