صبوت إلى دين الصبابة إذ سعى

صَبَوتُ إلى دين الصَبابة إِذ سَعى

إِلى مَنزِلي يَوم العَروبة مَولاهُ

نَبيُّ جَمالٍ لَيسَ في شَرع حُسنه

وَلا تَقتلوا النَفس الَّتي حَرَّم اللَهُ

وَما كُنت أَخشى في اتباعيَ دينه

عَذولاً نَأى لا قرّب اللَه مَثواه

فَكَم رام سلواني وَعيّي بِلومه

وَلَكن هُدى دين المَحبة يَأباه

وَكَم كانَ يَرجو سَلوَتي عَن مهفهف

بَنى بالسويدا مِن فُؤادي مَأواه

وَكَم لامَني فيهِ خليٌّ وَجاهلٌ

وَكَم حاوَلت مني الأخلاء سَلواه

وَلما أَبى إِلّا القَطيعة برهةً

وَأَحرَمني يَوم العروبة رُؤياه

وَقاطَعني في الحُب لا عَن مَلالة

وَلَكن لِشيء دينه لَيسَ يَرعاه

وَذاكَ لَوَهمٍ مِنهُ أَني سَلوته

وَملت إِلى ظَبي أَضاء مُحيّاه

حلفت لَهُ أَني مِن الوَهم تائب

لِما صَحَّ أنَّ الوَهم لِلهَجر أَدّاه

وَيا لَيت شعري كَيفَ يَعلم أَنَّهُ

يحب سِواه وَالمَحاسن أَسراه

وَيُصغي لزور في الغَرام وَشَرعُه

يَنص عَلى تَحريمه وَهوَ يَرضاه

وَيَنشر عَني أَن ميلي هُوَ الَّذي

دَعاه إِلى ما كانَ مِنهُ وَأَغراه

وَما ملت عَنهُ في الغَرام وَإِنَّما

أَراد اِختِباري بِالصُدود وَبَلواه

وَلما رَآني في المَحبة صادِقاً

وَما بحت للأغيار يَوماً بِنَجواه

وَصحت لَدَيهِ تَوبَتي جاءَ مُسرِعاً

وَطابَت أُويقاتي بشرب حميّاه

وَعاهدته أَن لا يَخون فَقال لي

أَجبت إِذا لَم يَأتِ غَيري فَتَهواه

فَبايعته طَوعاً وَقُلت لِصاحِبي

مَضى النسك فَاعذرني فَإِني أَهواه

وَذَلِكَ كاس مِن غَرام شربته

فهمت فحاذر أَن تَلوم فَتسقاه

وَلَو خَيروني بَين أَهلي وَبَينه

لَما اِختَرتُ في شَرع الصَبابة إِلّا هو

وَأمنيتي إِن لَم يَزرني مَنِيَّتي

عَساهُ إِذا ما مَرّ بِالقَبر حَيّاه

وَإِن لَم يَصلني كُنت لا شكَ هالِكاً

وَلَكنهُ سرّ الفُؤاد وَأَحياه

وَواعَدني بِالوَصل في كُل ساعة

فَجادَ وَلَم يَبخَل بِما أَتمناه

لَهُ اللَه مِن ظَبي يَجود لصبه

بِما يَشتَهي جَهراً عَلى رَغم أَعداه

وَما فيهِ مِن عَيب سِوى أَن طَرفه

إِذا ما رنا صادَ المُحب وَأَصماه

وَلَو كانَ هَذا الدَهر في الحُكم مُنصِفاً

لَما جارَ مَن بِالعَدل زوراً نَعتناه

وَفَرّق بَين الجسم وَالرُوح بغتة

وَهمّ بِأَمر لَيسَ يَأمن عُقباه