ظل التهاني بروض العدل ممدود

ظَلّ التَهاني بِرَوض العَدل مَمدودُ

وَطالع الدَولة الغَراء مَسعودُ

وَالدَهر لانَ لَنا قاسيه وَانشرحت

صُدورُنا وَعَلَينا خيّم الجُود

وَالخَصب عَما قَليل بِالجِبال يَرى

كَأَنَّهُ مِن قَديم العَهد مَوجود

وَالمال يَزداد حَتّى لا يقال لَهُ

مِن كثرة إِن هَذا المال مَعدود

وَفي خَزائن مصر لا يَكون لَهُ

مِنها نَفاد وَباب العُسر مَسدود

حَيث الأَمين عَلَيها حافظ مَعَهُ

في لَيلة القَدر أَصل الصدق مَولود

وَالحَزم مَعْهُ ربا في مَهده وَعَلى

دِيوانه علَمُ الإِقبال مَعقود

وَأحنفٌ دُونه في الحلم وَهوَ بِما

لَهُ مِن العَزم في الإِقدام داود

وَكرُّ عَمروٍ عَلى الأَعداء يَعدله

كرّ الأَمير إِذا ما فرّت الصيد

وَما ذَكاء إِياس مِن ذَكاه سِوى

مَعشار عَشر وَما في ذاكَ تَفنيد

يا أَيُّها الآمر الناهي بِكَ اِفتَخرت

مَناصبٌ بِكَ مِنها أَورقَ العُود

وَقَد تَباهى بِتَسهيل سَمحت بِهِ

دِيوان ماليةٍ أَعياه تَعقيد

وَفازَ مَن رأي علياك السَديد بِما

يَكون فيهِ لِنَفس المُلك تَأييد

وَطالَما كانَ قَبل الآن يَأمل أَن

تُعطى كَما تَشتَهي مِنهُ المَقاليد

فَاِحكُم بِما شئت في كُل الأُمور فَما

حُكم بِهِ تَمنَحُ الإِنصافَ مَردود

وَاقبل مَدائح مَملوكٍ جَوائزه

رضاك وَهوَ دواماً منكَ مَعهود

وَاِسمَح لَهُ بذمام مِنكَ فَهوَ لَهُ

دُونَ المَواهب وَالأَموال مَقصود

وَللرياسة عش في مصر مُبتهجاً

بِها فَأَنتَ بما تَرجوه مَوعود

وَمَع شَقيقك وَالأَنجال زِد شَرَفاً

فَأَنتُمُ لِلمَعالي في الوَرى جيد

وَالمَجد بِالشُكر لِلرحمَن مَدّ يداً

عَلى نَعيم عَلَيهِ المَرء مَحسود

وَفي اِرتِقاك العلا قالت مُؤرخةً

محمد حافظ الدِيوان مَحمود