عمري مضى في ذكر خل ناسي

عمري مَضى في ذكر خلّ ناسي

أَنكرت مَعرفتني لَدَيهِ وَناسي

لا كانَ يَوم فيهِ قَد لَعب الهَوى

سَفهاً بعقل في الهِداية راسي

يا طالَما ضاعَت لَديّ نَصائحٌ

مِن خالص الإكسير وَالأَلماس

رُدّت وَلَو وُفِّقتَ كُنتَ سَمعتَها

الذنب مني لا مِن الميّاس

ضيعتَ في حفظ الخَلاعة شُهرةً

عنعتَها عَن أَحنفٍ وَإِياس

يا أَيُّها المَغرور فيما تدّعي

يَهنيك نلت القَصد بَعد الياس

إِني عَزمت عَلى السلوّ مخالفاً

لمذاهب العُشاق بَينَ الناس

فَاعذر وَلا تعذل فَإِني لَم أَجد

بَدراً عَلى رَغم الحَسود يُواسي

نعم التعلق في الغَرام بِأَهيفٍ

هَوَ طَيب الأَخلاق وَالأَنفاس

دين الصَبابة فيهِ نَصٌّ واضح

جاءَت رِوايته عَن الأَكياس

يَسلو المُحب عَن الحَبيب إِذا صَبا

تيهاً لِواشٍ آثمٍ خَنّاس