عيد الأضاحي للسعيد منادم

عيد الأَضاحي للسعيد منادمُ

في مصر وَالمَجد المؤثل خادمُ

وَجَميع أَيام العَزيز كَأَنَّها

أَعيادُ تَشريفٍ لَنا وَمَواسم

وَلنا بِدَولته السَعيدة دائِماً

بَين الأَنام مَواهبٌ وَمَغانم

وَبِرأي حضرته الشَريفة دَهرُنا

لِجَميع سُكان البِلاد مسالم

وَجُنوده مِن حَوله يَوم الوَغى

يَخشى بسالتَها زَعيمٌ راغم

فمِن السواري مَن يذل لسيفه

مِن بَعد عزٍّ في النِزال مخاصم

وَمِن المشاة أَسودُ غاب إِن سَطَوا

وَلَّى همامٌ في الحُروب مقاوم

وَمدافع الطوبجيّ تهدم ما بنى

مِن كُل حُصن للسَحاب يزاحم

وَالأوجيان كَأَنَّهُم مِن خفةٍ

طيرٌ عَلى رَأس المنافق حائم

وَالزرخ مِن تَحت الحَديد رماحهم

فيها المَنونُ عَلى الأَسنة قائم

وَالزنج ما بَين الكَتائب خصمُهم

يُرديه في الهَيجا أَبوهم آدم

وَعَساكر الكوبريّ في سلمٍ وفي

حَربٍ لَهُم نَفعٌ عَظيم دائم

وَالجَيش يَسعى وَالمهندس قَبله

تَأتي لَهُ في الكَشف مِنهُ مَلاحم

أَما المويسيقي فَفي أَلحانه

حَثٌّ عَلى تَحصيل ما هُوَ لازم

وَزِيادة في حُب أَوطان سَمَت

بِسعيدها وَهُوَ العَزيز الحاكم

وَهوَ المربّي للجنود بِدَولة

فيها تَيَقَّظَ للحَماسة نائم

وَهوَ الَّذي فاضَت عَلى كُل الوَرى

في مَصره مِن راحتيه مَكارم

وَبعدله وَلَهُ البَقاء قَد اِهتَدى

لِمَديحه بَينَ البَرية ناظم

فَكَسا المَباني حلةً محبوكة

بِبَديع مَعنىً هام فيهِ الهائم

وَمَلا الطُروس مِن القَوافي مُخلِصاً

في دين شكر ثبتته دَعائم

وَعَلى حياض ثَنائه في الداوري

وَرد المصلِّي وَالتقيُّ الصائم

وَالكل قَد بَسَطوا أَكف ضَراعة

بِدَوام دَولته وَأَمَّن عالم

لا سِيما في يَوم أُنس أَقبَلَت

فيهِ المَواكب وَالسُرور ملازم

وَبِهِ تَباهَت وَاِزدَهَت في سَيرِها

بدروعها وَحَمى حِماها صارم

وَذوو المناصب وَالمَراتب في الضحى

قَد فازَ مِنهُم بِالقبول القادم

وَتَأهبوا في زينة بسكينة

لرسوم تشريفٍ وَطاب تَنادم

وَبلثم أَقدام السَعيد تمتعوا

وَالدَهر في دار المسرّة باسم

فَغَدوت في العيد الكَبير مهنّئاً

بِخلود ملك سرّ مِنهُ العالم

وَبَقاء شبل بِالوَقار متوّج

لاحَت عَليهِ مِن الفَلاح عَلائم

وَمَديد عمر للعزيز حَليفه

نصرٌ يَسود بِهِ مَليكٌ حازم

وَمَزيد إِقبال يقول مؤرِّخاً

عيد الأَضاحي للسَعيد منادم