قدم السعيد بعزة وسرور

قدم السَعيد بِعزة وَسُرورِ

وَشَهامة وَسَماحة وَحبورِ

وَسَكينةٍ وَمَهابة وَجَلالة

وَسَديد رَأي فائق التَدبير

وَسِياسة بِالعَدل أَزهر بَدرُها

فَجلت بِمَصر غَياهبُ الدَيجُور

وَمَعارفٍ نُشِرت بِها فَتزينت

وَسَمَت عَلى الدُنيا بِأَبهَج نُور

وَمَكارمٍ سالَت كَغَيث هاطل

مِن راحَتيهِ لِموسرٍ وَفَقير

وَمَنافعٍ للعالمين كَثيرة

ما جادَ مِنها غَيره بِيَسير

وَمَناقبٍ غُرٍّ تَعذَّر حَصرُها

لَما غَدَت تَنمو بِغَير فُتور

فَتَجملت مَصر بِأَحسَن زينة

لِعَزيزها سَيف العُلا المَشهور

وَاِستَنشَقَت ريح القُدوم فَأَبصرت

وَبروحها سَمحت لِخَير بَشير

وَالدَهر منّ عَلى الأَنام بِأَوبة

هِيَ كَالزلال عَلى الظَما بِهَجير

قَسَماً بِحلمك يا اِبن أَكرَم مالك

وَأَجلّ مَولى للعلوم نَصير

وَبِما مَنحت بِهِ الوَرى مِن نعمة

عَنهُم أَزالَت آفة التَقتير

وَبِما جَمعت مِن الفُنون لِمصرنا

لَما عَفوت وَجئت بَعدَ فُتور

وَبرحمة لِلناس مِنكَ وَرَأفة

وَبهمة تُرجى لِدَفع عَسير

وَبِهَيبة عِندَ النِزال وَسَطوة

مَوصوفة في مَهمَهٍ وَبُحور

وَبحكمة يَمنية عَنعنتَها

وَنما شَذاها فَوقَ كُل عَبير

وَبِمَنطق عَذب بعدّة أَلسُن

ما حازَها ملك وَصَدر صُدور

لَولا رَجا الراجين أَنك قادم

بِالنَصر وَالبُشرى وَجَبر كَسير

لَنأوا عَن الأَوطان وَهيَ عَزيزة

وَتَباعدوا عَن جيرة وَسَمير

لَكنهم صَبَروا عَلى ما نالَهُم

حَتّى أَتيت وَزال كُل نَكير

فَاحكُم فَأَنتَ أَجلّ مَن سادَ الوَرى

وَلأَنت لِلعَلياء خَير مجير

وَاعدل فَإِن لَكَ الرِقاب مُطيعة

لا زلت مَحفوظاً لِيَوم نُشور

وَبعيدك الأَسمى تَهنأ وَافتخر

فينا بِملك ثابت وَكَبير

وَاقبل مَديحاً فيكَ جاءَ مؤرخاً

قدم السَعيد بعزة وَسُرور