كتابك في بشرى قدومك وافاني

كِتابك في بُشرى قُدومك وافاني

وَكُنتُ سَقيماً بِالفراق فَعافاني

وَبدَّل تَكديري بِصَفو زَمانه

يَدوم لَنا بِالسَعد في خَير أَوطانِ

وَنعَّم بالي وَعدُ صدقٍ بِمقدمٍ

تَزول بِهِ في حالة القُرب أَشجاني

وَنَحظى بِما نَهوى عَلى رَغم حاسدٍ

مَضى عمرُه في محض زور وَبُهتان

فَإِن غراب البين طار إِلى اللظى

لِيُحرق فيها مَع ذَويه بِنيران

وَعَما قَليل بِالمشيئة نَلتَقي

وَنَسمَحُ مِنا لِلمُسيء بِغُفران

وَنَعفو عَن الدَهر الَّذي جاءَ تائِباً

وَواصلَ مِن بَعد الصُدود وَأَدناني

هُنالك تُغني عَن تَوالي رَسائلٍ

مشاهدة تُحيي دَوارس عرفان

وَنَملأ أَرض اللَه في كُل جَلسة

صَلاحاً وَعَدلاً باجتهاد وَإِمعان

وَيَشهد لابنا وَأَبناءُ دينه

لآرائنا في كُل حكمٍ برجحان

وَيُذعنُ جاكوني بِحَقِّ تقدّمٍ

لِفَصل القَضا مِنا بِقاطع بُرهان

وَتَبهَر لوتورنو فَضائِلُنا الَّتي

بِها هامَ مارونيا وَكُلُّ بروسياني

وَأسكوتُ ذاكَ الأنكليزيُّ يَقتدي

بِنا في اِنتِصاف لِلمُحقِّ مِن الجاني

أَباظه وَبارنكى يَقومان بِالثَنا

لَنا في نظامات تَفوق بِإِتقان

فَإِن تَمّ هَذا الأَمر زادَ اِبتِهاجُنا

بِإِنصاف سُنيٍّ وَعبري وَنصراني

وَإِلّا فَإِني شاكر لِعناية

يَجود بِها قَدري لِأَهلٍ وَجِيران

وَيَبدأ في أَسنى مَساعيهِ لِلوَرى

بِمَجدي الَّذي أَضحى لَهُ عَبدَ إِحسان

وَبَعد فَسلطانُ العُلوم أَبوالعَلا

يُؤدِّي بِإِخلاصٍ تَحيةَ وَلهان

وَبُطرس مُشتاقٌ إِلَيك وودّه

لَنا في زيادات عَلى طُول أَزمان

وَبَحرٌ صَديق مُخلص لَكَ دائِماً

وَأَنتَ بِهِ أَدرى بسرٍّ وَإِعلان

وَعَن فرحات لا تَسَلني فَإِنَّهُ

قَضى نَحبَه في يَوم نَحس وَأَحزانِ

وَسارَ إِلى رَبٍّ رَحيم يُثيبُه

عَلى فعله المَشكور جَنةَ رُضوان

فَأَمااليانِعات فَنبتُها

تَطوّح حَيث الماء فاضَ بطغيان

وَأَغرقها لَما تَباهَت بِزهرها

عَلى غَيرِها في كُل رَوض وَبُستان

وَها هِيَ أَضحت بَعدَ زَهو وَنَضرة

تَلوح لِرائيها كبركة حيتان

وَأَما خجادورٌ فَقد ماتَ وَاِرتَوى

وَأَصبَح مَحجوباً عَن العالم الفاني

وَإِني لأَرجو أَن يَكون سَعَى الشِفا

سَريعاً إِلى رَبِّ الصَفا نسل ساسان

وَبِاللَه قُل لي يا أَخي كَيفَ حالُه

فَسقم عَليٍّ في الحَقيقة أَشجاني

وَبلغ سَلامي لِلأَحبة كُلَّهُم

وَسلم عَلى الشيخ المدبّ وَغريان

وَنَجلي عَلى بَعد المَسافة لَم تَزَل

رَسائلُه تومي إِليك بِشُكران

وَيَلثم مِن علياك راحةَ فاضلٍ

يَرى أَنَّهُ في مصر كَالوالد الثاني

وَقد قالَ لي بَعضُ المُحبين أَنَّهُ

رَأى نَجلك السامي بِمَنزل سحبان

وَلا بُد أَني عَن قَريب أَزوره

وَأَسأل عَن أَخبار بِان وَنيسان

وَأَنقل عَنهُ نَظم در نثرته

بِهِ يَزدري مَجدي قَلائد عقيان

عَلَيكَ سَلام اللَه مِني مُعطَّراً

بِنَفحة إِخلاص وَرُوح وَرَيحان

وَبلَّغك المَأمول في ظل دَولةٍ

مَكارمُها فاضَت عَلى كُل إِنسان