كل الأنام من المليك تشرفوا

كُل الأَنام مِن المَليك تَشَرَّفوا

بِجَوائز وَمَراتب وَفراشِ

إِلّا أَنا فَسَطا عَليّ بِجَهله

خصم لَهُ في الرَأي طَيش مراش

وَأَنا الرياضيات قَد ترجمتها

وَالدَرس قَد وَضحته بِحَواشي

وَرقيت في زَمن العَزيز محمد

بَعد الملازم رتبةَ اليوزباشي

وَبِعَهد عَباس خدمت مَواطني

سَتّاً بِغَير تَوقف وَتَلاشي

وَلبثت في دار المَعارف قَبلَها

سَتّاً يَقابلن الصَفا بِبشاش

وَمرتبي الشَهريّ فيها قَد غَدا

غيناً سِوى راءٍ بِفَرط غياش

وَرَجَوت مِن فَيض المَراحم رُتبةً

وَزِيادة في رفعة وَمَعاش

لَكن تعرّض للنظارة أَلكنٌ

فَرَمى الحَشا بِمَصائب وَغَواشي

وَأَرادَ رفعته وَخفضي في الوَرى

بِسَفيه آراءٍ وَعَقل مطاش

وَالدَهر عاندني وَسالم أَبكماً

حَتّى تَعدّى رُتبةَ البكباشي

فَإليك يا ملكي رفعت قَضيتي

لَما بُليت بِقَصِّ بَعض رِياشي

فَعَساك تَنظر لي بِعَدلك مَرةً

لِيَزول عَني جور وَغدٍ راش

وَأَعيش في ظل الصَدارة بَعدَها

شُكري يَزيد وَعطر مَدحي فاشي

لَولا الحَياء لَقُلت قَولاً صادِقاً

يُنبيك أَني لَست فيهِ بِواشي

إِن السَراب لَدى الهَجير يَظنه ال

ظمآن ماءً مِن أَليم عطاش

وَسِواك يُخطئ فهمه في

أَعمى عَلَيهِ قِيافة الأَوباش

وَاللَه ما تَرضى لِدار

بمذلة مِن ناظر

فَسَلعَن حَقيقة أَمره

فَلَقَد حَشاه بِالجَهالة حاشي

وَالبَعض في التَعليم منا شائبٌ

وَالبَعض مِنا في التَعلُّم ناشي

وَالكُل في مَتن المَعارف راكب

وَالجَهل فيهِ أَخوماشي

وَكَفى دَليلاً جَهلُه بِلسانه

وَكَلامه بالعيّ كَالأَحباش

فَاعذر فديتك مِن مَليك عادل

شَكواي في رَجل بِغَير تحاشي

وَاِنظُر إِلى ضعفي وَقوّة بغيه

وَاخمد بعدلك نار ظلم غاشي

أَو لا فأمري يا مَليك مفوّض

لِلّه في خَصمي وَلَستُ بخاشي

فَهُوَ العَليم بِما لَقيت مِن الأَسى

وَبكسر قَلب واجب ومحاشي