لك السعد يسعى في خلال المواكب

لَكَ السَعدُ يَسعى في خِلال المَواكبِ

بِنَيل المُنى ما بين ماشٍ وَراكبِ

ويُومِي لَكَ الإقبالُ مِنهُ بِرُتبةٍ

لنيشانها في الصَدر نُورُ الكَواكب

فَأَنتَ عَليُّ القَدر في خَير دَولةٍ

لِتوفيقها في مَصرَ أَعلامُ غالب

وَأَنتَ الَّذي مِنكَ المَدارس ضوؤُها

يُضيء كَشَمسٍ في سَماء المَكاتب

فَكُن بِثَباتٍ لِلمَعارف دائِماً

نَصيراً عَلى جَهل كَثيف الغَياهب

وَدرّب عَلى التَدريس كُلَّ مَدرّسٍ

يَقوم لِأَبناء العُلوم بِواجب

فَإِنَّكَ أَدرى بِالعُلوم وَأَهلِها

وَمَنفعةِ الأَوطان مِن كُل ناجب

وَإِن الخديوي دامَ في مصر ملكُه

رآك جَديراً بِالعُلا وَالمَناصب

فَأَولاك بِالإِقبال ما أَنتَ أَهلُهُ

لِما فيكَ مِن حَزمٍ وَنفع لِطالب

فَمنهُ لَكَ الإِسعافُ في كُل ما به

عَلى الفَور تسهيلٌ لِكُلِّ المَصاعب

وَمِنكَ لهُ الإِخلاص وَالصدق وَالوَفا

بِدولته ذات البَها وَالمَواهب

وَأَنتَ على تِلكَ الصِفات جَميعها

جُبلتَ بِنَص عَن عدوّ وَصاحب

وَكَيفَ وَفيها حسبما أَنتَ عالم

بِها لِمعانيها جَميع المَكاسب

وَفيها رضا الرحَمن عَن كُل آمر

تَنزه في أَوصافه عَن مَثالب

فَلا زِلت فينا لِلمَعارف ناظِراً

بِعَين خَبيرٍ عارفٍ بِالعَواقب

وَلا زِلت في أَوطاننا لعزيزنا

وَزيراً سَديد الرَأي جَمّ المَناقب

وَلا بَرحت تُهدَى إِليك مَدائحٌ

عَلى الناس تُتلى باتفاق المَذاهب

يُنمِّقُها مِن كُلِّ ما راقَ مُخلصٌ

وَيَنشرها في شَرقِها وَالمَغارب

لَعَلك تَلقاها بمحض بَشاشة

إِذا أَقبَلت مِن نَفسِها في كَتائب

وَتمنحها مِنكَ القَبول فَإِنَّهُ

هُوَ المنهل المَورود عَذب المَشارب

وَذاكَ كَثيرٌ مِن أَمير بِفضله

سمت دَولةُ العرفان بَينَ الأَجانب

وَأَنشده مَجدى يَقول مُؤرخاً

عَليّ تحلَّى مِن وليّ مَراتب