للصادق البشري ببهجة عيد

لِلصادق البشري ببهجة عيدِ

في طالع زاهٍ عَلَيهِ سَعيدِ

في طالع يُومي إليه بأنَّه

يَحظى بعمرٍ في الصَفاء مَديد

وَيَفوز في الملك الذي هُوَ ربه

بِنفوذ لَيث للمبير مبيد

وَيَفيض غَيث يدَيْ سَخاه فَتَرتوي

مِنهُ بِلادُ مقرَّبٍ وَبَعيد

وَتَدُوم دَولته بِتونس ما اِزدَهى

رَوض العُلا في طارف وَتَليد

يا أَيُّها الملك الَّذي ملك الوَرى

بِعلوّ رَأي في الأُمور سَديد

وَاِمتاز في الإسعاف مِن خَير وَمن

مال وَأَبطال لقمع عَنيد

وَأَعان سُلطان الزَمان بهمة

هامَت بِها أَفكارُ كُل عَميد

وَبِهِ اِقتَدى وُزراؤه في حزمه

بِشَريف عزم قاصم لمَريد

وَتَنافسوا فيما يؤيد أَمره

برويّة لمدبِّر وَمجيد

وَلنصرة الحَق المبين تَسابقوا

بحسام عنترةٍ وَشَيخ زَبيد

وَتلا عَلى أَنصار دين محمد

آيات فَتح عاجل وَجَديد

فسطوا على أعدائهم وسقوهمُ

كأسَ الردى بمدافع وحديد

وَجَلوهمُ عَن أَرضهم مِن بَعدما

طَحنوهمُ في الحَرب طَحنَ حَصيد

وَالراية البَيضا عَلى أَوطانه

نُشِرت لدولته بِكُل صَعيد

وَاِزداد في دار الخِلافة شُكره

مِن سادة ورَعية وَعَبيد

وَجَرت بِشُهرته وَحسن وَلائه

في كُل مَعمورٍ خُيولُ بَريد

وَعَليهِ أَثنى عَدلُه في قَومه

بِلِسان حال وَليدة وَوَليد

لا زلت في تَخت الإِمامة جالِساً

تَعفو وَتَصفح عَن ذُنوب طَريد

ما اِزدان دِيوانٌ عَلى طُول المَدى

بِبَديع مَدح في علاك فَريد

أَو ما سَعى البُلَغا إِلَيك مِن الثَنا

لِقَلائد تَزهو بِأَحسَن جيد

أَو ما ترنّم ناظم في محفل

بِمَناقب لك رُتِّلت بِقَصيد

أَو ما تَفنّن في المَعاني مُخلص

وَأَتى بِما يُنسي مَقال لَبيد

أَو ما تشرّف مِن ذمامك بِالَّذي

يَسمو بِهِ في الكَون كُلُّ وَحيد

أَو قال مَجدي في التَهاني أَرخوا

لِلصادق البشرى بِبَهجة عيد