للملك عيد له العيد الكبير تلا

لِلملك عيد لَهُ العيد الكَبير تَلا

وَمَجدُه لِلتَهاني في السَعيد تَلا

هُوَ العَزيز الَّذي أَضحى بِدَولته

في مَصر بِالعَدل وَالإِحسان مُحتفلا

هُوَ الَّذي سَيفُه المَشهور في يَده

عَلى رِقاب الأَعادي يَسبق العَذَلا

هُوَ الَّذي جَيشه المَنصور بايعَهُ

عَلى ثَبات بِهِ قَدرُ الكَميِّ عَلا

هُوَ الَّذي صير الباغي بِصَولته

في كُل مُعترك بَينَ الوَرى مَثَلا

يا أَيُّها الملك المسعود طالعه

وَمَن بِهِ بَلغت أَوطانهُ الأَمَلا

أَنت الَّذي بِكَ هَذا الجَيش قَد مَلأت

أسوده الضارِياتُ السَهل وَالجَبَلا

وَأَمطَرَت مِن سَما الهَيجا مَدافعُه

عَلى رؤوس العِدا في أَرضهم كُلَلا

فَكُلَّما لاحَ في البيدا لهم شبحٌ

تَوهموا أَنَّهُ حتفٌ بِهم نَزلا

كَيفَ النَجاة وَكُل في هَزيمته

عَن الطَريق إِلى أَحيائِهِ ذَهلا

أَنتَ الَّذي لا تبارَى في مناضلة

وَلا يُجاريك ذو بَأس إِذا حَمَلا

أَنتَ الَّذي لَكَ رُمح في النحور لَهُ

طَعنٌ يُقرّب مِن أَخصامك الأَجَلا

أَنتَ الَّذي إِن دَنا المَريخ مِنكَ هَوى

وَنجمُه في مَيادين الوَغى أَفَلا

فَلو تَمثلت في حَرب لِعَنترةٍ

لَفَرّ عَن جُنده رُعباً وَما وَأَلا

وَلَو زَحفت إِلى الأبطال مُنفَرِداً

لانفلَّ جَمعهمُ مِن قَبل أَن تَصلا

وَفارَقوا الأَهل وَالأَوطان وَاِغتَنَمت

رِجالُك المال وَالأَسلاب وَالحللا

أَنتَ الَّذي عَزَّ مَن وَاليته وَصَفا

لَهُ الزَمان وَعدّوه مِن النُبلا

وَذل مَن لَم تَكُن مَولاه فَاضطربت

أَحواله وَغدا في الأَسر مُعتَقَلا

أَنتَ الَّذي تُرتجَى في شدة وَرَخا

لِكَشف كَرب وَبَذلٍ غَيثُه هَطلا

فَكُن لِأَبناء عَصر أَنت أَوحده

حُصناً مَنيعاً يَردّ الخَصمَ مُنجَدِلا

لا زلت في الملك يا أَسنى الأَنام أَبا

بِالنَصر مَع شبلك المَحفوظ مُشتَمِلا

ما عادَ عيد وَفي حُسن الدُعا لَكُما

كُلٌّ تَوجه لِلرَحمَن مُبتَهِلا

أَو قالَ مَجدي بِإِخلاص يُؤرخه

عِيد الأَضاحي بِهِ الملك السَعيد حَلا