للنيل من بحر السعيد الوافر

لِلنيل مِن بَحر السَعيد الوافرِ

في مَصر فَيضٌ عَمَّها بِبَشائرِ

وَجَرى مَع التَيار فَوقَ سُهولها

طَميٌ تَورّد مِنهُ خَد الحاجر

وَرَوى البحيرة وَالصَعيد وَلَم يَدع

بِميامنٍ أَرضاً وَلا بِمياسر

وَالبَرُّ أَصبَح مِنهُ بَحراً زانَهُ

مدنٌ زَهَت بِنَخيلها المُتَجاور

وَسَتنجلي عَنهُ المِياه وَيَكتَسي

حلَلاً مِن الرَوض البَهيج الناضر

وَالخصب في مَصر بِيُمنِ مَليكها

يَنمو نُموّاً ما لَهُ مِن آخر

وَبسعد طالعه وَحُسن عهاده

تَزداد ثَروة كُل عَبد شاكر

وَبِعَدله تروي أَحاديثَ السَخا

أَبناؤُها في عَصره عَن جابر

عَن جُود راحته وَغَيث نَواله

وَسَحاب نعمته الغَزير الماطر

كَم مِن مبرّات لَهُ وَمَواهب

قَبل السُؤال مَسرّة للخاطر

كَم مِن أَياد لِلسَعيد شُموسُها

في أُفقه لاحَت لِعَين الناظر

كَم مِن مَساع أَيدت أَوطانه

بِمَوارد نَحوَ العُلا وَمَصادر

مِنها نِظام الجَيش وَهوَ إِذا سَطا

نَثر الرُؤس بِطَعنه المُتَواتر

سَل عَنهُ أَعلام التَمَدن إِنَّها

نَشَرت بِطيّ تَوحش وَتَنافر

سَل عَن صَوارمه الَّتي في غمدها

تودي بِمهجة كُل لَيث هاصر

سَل عَن عَوامله النُحور فَإِنَّها

رُسل الحتوف إِلى السَفيه الغادر

سَل عَن مَدافعه العِدا وَحُصونهم

فَلَقَد مَحَت مِنها رُسوم الساتر

كَم حكمة يَمنية وَصَرامة

بِهما عَلَت أَركان ملك باهر

وَلَكَم بِدَولته جلت آراؤه

عَنها غَياهبَ لَيل خَطب ضائر

يا أَيُّها النيل الَّذي مِن دُونه

نَهر الفُرات وَكُل بَحر زاخر

لَكَ كُل عام عِندَ مَصر وَأَهلِها

أَعياد خلّ بِالخُصوبة زائر

وَبِكَ الصَفا يَزداد عِندَ تَكدّر

لِلماء وَهوَ خلاف حُكم الظاهر

وَلأنت مَحمود وَنَفعك لَم يَزَل

مُتَجدداً بِسَداد هَذا الداوري

لا زالَ لِلدين القَويم مؤيداً

في مُلكه بِسياسة وَعَساكر

مُتَباهياً بِذَكاء نَجل ناجب

فَطن إِلى حَوز العُلوم مُبادر

ما أَشرَقَت مَصر بِنَظم مَواكب

تَسعى إِلى جَبر الخَليج الناصري

وَهُنالك الصِيوان لاحَ وَإِنَّهُ

فَلَك أَضاء بِنُور بَدر زاهر

أَو قُلت بَينَ يَدي عُلاه مُؤرخاً

جَبر السَعيد خَليجَه بِأَوامر