لما رأيتك في الغرام غدرت بي

لَما رَأَيتك في الغَرام غَدرتَ بي

وَرغبتَ في الغرّ البَليد المبتلي

وَغضبت بَعد رضاك عَني مُدة

وَنسيت تَربيتي وَحسن تَأمّلي

وَلزمتُ باب الصَبر حَولاً كامِلاً

قَضيته في لَوعة وَتعلل

وَرَجَوتُ أَن يصفى وِدادُك بَعده

وَتَموت حسادي عَليك وَعذَّلي

قاطَعتَني بُغضاً بِلا ذَنب بَدا

مني وَلم تَرجع لِحُبي الأَوّل

وَلأثقل الثقلين ملتَ وَبعتَني

بَيع العَبيد وَما رحمت تذللي

وَحلفتَ أَنك لا تَخون فَلَم تَفي

إِلا لمجرمك السَفيه الأَسفَل

وَلَديك أَوراقي بعثت فمُزِّقَت

مِن بَعد ما تليت عَليك بمحفل

وَقَسوت قسوة معتد متكبر

وَإِلى الجُنون نَسبتَ عَقلاً قَد بلي

وَسفهت في جَمع علي مِن الوَرى

وَغلقت باب الصلح خَوف الأَرذل

وَالنَفس قَد ذلت إِليك فَهنتها

مِن بَعد عزتها وَطيب المنهل

مَع ما علمت بِأَنني لَيث الوَغى

وَشهامَتي فَوقَ السماك الأَعزَلِ

لَكنني في الحُب أَجبن عاشق

أَصماه سَهم مِن حَبيب مقبل

ناديت وا أَسفاه ضاعَت خدمَتي

وَسَلوت بَعدَ شَراب كأس الحَنظلِ

فَلَكَ الثَنا وَالشُكرُ إِذ خَلَّصتني

يا رَب مِن هَذا القَضاء المنزل

فَلَقَد لَقيت عَجائباً وَغَرائِباً

ما كانَ ظَني أَن أَراها في علي