ما جاز ذكرك بالحشا إلا وجب

ما جازَ ذكرُك بِالحَشا إلا وَجَبْ

فَلَقَد قَضى مِن فَرط حَبّك ما وَجَبْ

ما لي ولِلاحي وَما يهذي بِهِ

ما بالُهُ يَلحى المُتيّمَ ما السَببْ

يا قَلب لا تَسمَع مَقالةَ عاذلٍ

وَاركض بِخَيلك في مَيادين الطَرَب

وَإِذا نَهاكَ فَقُل لَه متهكماً

أَرحِ الفُؤادَ مِن العَنا وَمِن النَصب

وَاِجعَل نَديمك إِن شَربت مهفهفاً

وَاستجلِ عَذبَ لَماه لا بنتَ العِنَب

وَاِخلَع عذارك في الهَوى متهتكاً

طلقَ العِنان وَخلّ فيهِ مِن عَتَب

وَاِقطَع بِماضي العَزم حجة آمرٍ

يَنهاكَ عَن وَصل المِلاح وَلا تَهب

وَإِذا صَبوَت فَلا يصدَّك عاذلٌ

عَن شادنٍ أَصمى فُؤادَك وَاِحتجب

صلفٍ كَثيرِ التيه أَحوى أَحوَرٍ

تَبَّت يَدا مَن لامَني فيهِ وَتَب

كَيفَ المَلام وَدُون ما لاقيتُهُ

لَم يَنجُ مِن أَهواله في الحُب صَب

وَجَواد فكري لَم يَزَل مُذ نَشأَتي

سَبّاق غايات بمضمار الأَدب

حَتّى اِفتَخرتُ بِمَدح أَعلى سَيدٍ

حامي حِمى أَقطارنا عالي الحَسَب

عَباسنا المَولى المعز بِبَأسه

للدين وَالحامي بِهِ دُولَ العَرَب

فَهُوَ العَزيز بمصره وَبِهِ سَمَت

وَبحكمه عزت فَلا تَخشى النُوَب

وَبِعدلِهِ المَنشور في أَرجائها

لَم يَبقَ جورٌ وَاِنجَلَت عَنها الكرب

مَصرٌ عَلى الدُنيا لَقَد فَخرت بِهِ

وَبِهِ تشرفت المَناصب وَالرُتب

أَفديه من مَولى مَليكٍ عادلٍ

شَهم حَليم لِلمَعالي مُنتَخب

أَنسى بِما أَعطى سَماحةَ حاتمٍ

وَنَوالَ مَعْنٍ أَو عرابةَ إِن وَهب

يا أَيُّها المَولى المولَّى مَصرَه

مِن يُمن جدّك قَد سَمَوت وَلا عَجَب

يا خَير مَن أَمّ الحِجاز تَطوّعاً

بُشراكَ حجك لِلقبول قَد اِكتَسَب

يَمّم حِمى دار الخِلافة بِالغاً

فيها المَرام كَفَوز جدّك بِالأَرَب

دُم في المَعالي راقياً رُتب العُلى

فَإِلى علائك يَنتَهي هَذا النَسب