ما حيلتي غير الهجران ألواني

ما حيلَتي غَيَّرَ الهجرانُ أَلواني

وَالبين بَعد لَذيذ الوَصل أَلواني

وَعاذِلي عاذري فيمن رمى كبدي

عَن قوس حاجبه ظُلماً فَأَصماني

وَكان أَقسم لَمّا أَن صَبَوت لَهُ

أَن لا يَخون فَما أَوفى بِأيمان

وَكانَ عَهدي بِهِ أَن لا يُقاطعني

مِن حَيث في حُبِّه قاطَعت خلاني

فَخابَ ظَني وَعُمري ضاعَ أَكثَرُه

ما بَين صدٍّ وتَعنيفٍ وهجران

هَذا وَإِنيَ لَم أَشكو إِلى أَحَدٍ

كربي وَسُهدي وَآلامي وَأَشجاني

وَكلَّما رمتُ أَسلو لا يُطاوعني

قَلبٌ نَما وَجدُه فيهِ وَأَعياني

يا قَلب حتامَ ترضيه وَتغضبني

مِن بعد ما مالَ للأعدا وَعاداني

وَكَيفَ تشرك في دين الهَوى سَفهاً

وَالشرك لَيسَ سِوى كفر وَكفران

أَم كَيفَ تَرغب في رِجس وَمبتذل

وَإِن يَكُن أَصلُه مِن دار رضوان

أَما كَفى أَنهُ ما ودّه أَحدٌ

إِلا ذَليلٌ مهينٌ فاسق شاني

أَما تَرى كَيفَ كانَت أَمسَ وَقعتُه

مَع البَليد الذَميم الخائن الجاني

وَافاه شَهراً فَلَمّا قلَّ درهمُه

جَفاه جَفوة غَدّارٍ وَخوّان

فَجاءَ يَسعى بَليدُ السوء عاقبه

عَلى خِيانة مَعروفٍ وَإِحسان

لَكنهم عَزَلوه مِن سَفاهته

عَن منصب بَينَ أَقران وَأَخدان

أَما المنافق مذموم فَما ربحت

مَعهُ تجارته مِن بَعد خسران

فَإنَّهم عَزَلوه حَيث شاركه

في الإثم وَاللَه يجزي كُلَّ إِنسان

وَسَوفَ يَلقى قَرين السوء صفقتَه

في يَوم نَحس وَتنكيل وَأَحزان

يَومٍ يَعض عَلى الكَفين مِن نَدَمٍ

فيهِ وَيُمسي ذَليلاً بَين إِخوان

لَو أَنَّهُم سمعوا نصحي لَما خسروا

لَما أَتيت لَهُم فيهِ بِسُلطان

لَكنهم جَهلوا وَالجَهلُ غايته

في هذهِ الخزي بَينَ الإنس وَالجان

وَفي القِيامة لا تجزى نَميمتهم

إِلا بزجر وَرَدع ثُمَّ نيران

أَما الدنيّ فتكفيهِ مذلَّتُه

وَالصفع في هذهِ ما بين أَقران

وَمَسخة بِثِياب الخزي قَد كسيت

نَعوذ بِاللَه من خزي وَخذلان

وَالزمهرير لَهُ مِن بَعد مَيتته

يمسي وَيُصبح مَقروناً بِشَيطان