هيا اسقني من رضاب رشفه حالي

هَيا اِسقني مِن رضابٍ رشفُهُ حالي

فَقَد صَفا لي في رَوض الهَنا حالي

وَلا تلمني عَلى عشق لغانية

بِها تنعَّم في دين الهَوى بالي

فَإِنَّني لا أُبالي بِالملام وَلا

أُصغي إِلى ناصح مِن صَبوة خالي

وَكَيفَ أَخشى عَذولاً قَلبُه بِلَظَى

أَحقاده كُلَّما طابَ اللقا غالي

وَلي عَلى الهَجر صَبرٌ لا يُشاركني

مِن المُحبين فيهِ غَير رئبال

وَلَيسَ لي مِن نَظير في الثَناء عَلى

محمد الاسم وَهوَ الصادق العالي

مشير تونس سُلطان المَغارب مَن

عَنهُ المَشارق تروي حسن أَفعال

وَهوَ الإِمام الَّذي في كُل مملكة

لَهُ اِمتياز عَلى أَبطال أَقيال

يا اِبن الحسين وَيانسل الكُماة وَيا

محيي مآثر آباء بِإِفضال

وَيا مجيباً إِذا نودي لمعترك

بمرهف مِن نصال الهند فعّال

وَيا أَبرّ بني الدُنيا بملتجئٍ

إِلَيهِ مِن فاقة أَو سوء أَحوال

لَكَ البَشائر وافى مصطفاك بِما

تَرجو لِتونس مِن عزٍّ وَإِقبال

وَعادَ بِالنَصر لِلأَوطان مُفتخراً

بِنجحه في مَساعي خَير أَعمال

وَحُسنُ ظَنك في هَذا الوَزير بَدا

للملك كَالشمس في تحقيق آمال

وَلا غَرابة في هَذا فَإِن لَهُ

بِالانتما شَرفاً يَسمو بِإِجلال

لا زالَ في الدَولة الغرّا لحكمته

بِالسبق يُقضَى لَهُ ما بَينَ أَمثال

ما قُلت في مَدح مَولانا وَسيدنا

هَيا اِسقِني مِن رِضاب رَشفُه حالي