هي العليا وخاطبها سعيد

هِيَ العُليا وَخاطبُها سَعيدُ

وَطالعُ أنسِ حضرتِه سعيدُ

بِمَوسم مولد في كُل عام

بِمصر يؤمّه لِلناس عيد

بِمَوسم مَولد لا زالَ يَحلو

مكرّره عَلى قدم جَديد

بِمَوسم مَولدٍ سامٍ جَليلٍ

لَهُ الأحرار تَسعى وَالعَبيد

فَتَحظى مِن جَنابك في التَهاني

بِتَشريفٍ وَتَبلغ ما تُريد

وَتَنظُر في رِكابك كُل شَهم

سواريٍّ لَهُ بَأسٌ شَديد

وَتَلقى كُل طوبجيٍّ هصورٍ

يَذل الرَعدَ مدفعُه العَتيد

وَفي وَسط الحُصون تَرى صُفوفاً

هَيَ البيّادةُ الشمُّ الأُسود

عَلى قَدماتها تَعلو سَريعاً

وَللأعدا بَنادقُها تَذود

وَسَطح الدروة الأَعلى عَلَيهِ

ليوث الأَوجيان بِهِ تَصيد

وَمَيدان القِلاع بِهِ رِجال

مِن السُودان خَصمُهمُ طَريد

وَماء النيل بِالتَقدير يَجري

وَعَن باب الخَنادق لا يَحيد

وَمِنها شوّ صحرا قَد تَراه

بِهِ فَيضانها أَبَداً يَزيد

فَهَل ملك سِواك سَما بعلم

لَهُ المَأمون أَذعنَ وَالرَشيد

وَربَّى في الحِمى أَبطالَ حَربٍ

بِعَزم زانَهُ رَأيٌ سَديد

وَحَزم لِلمهندس مِنهُ رَشد

بِهِ يَنجو إِذا خيف الوَعيد

وَتَدبير بِهِ صار الكبورجي

لَهُ شُغلٌ بِفائدةٍ يَعود

وَهَل في مصر قَبلك قَد تَحلَّى

مَليكٌ بِالمَعارف يا فَريد

وَهَل ملك سِواك لَهُ لُغاتٌ

مُهذبة بِها يَسمو العَميد

أَما أَنت الَّذي كَأبيك أَحيا

رُسوم الفَضل يا نعم العَميد

أَما بِكَ مصرك الغَراء سادَت

عَلى الأَمصار وَاِنخَذَل الحَسود

أَما إِن الجُنود مَع الرَعايا

بِمَولدك السَعيد لَهُم سُعود

وَكَيفَ وَإِنَّهُ بِاليُمن يَأتي

وَفيهِ يَنال بُغيته المريد

وَيطرب مِن بَديع صِفات مَدحٍ

حَواها طَبعُ حَضرتِك الحَميد

تَكرّرها المويسقَّى بِلَحنٍ

يصحح لَفظَه شادٍ مُجيد

وَيَضربها الترنْبَتْجيْ ضروباً

ينوعها الدودكْجيْ إِذ يُعيد

وَللفطن البروجي باحتشام

غناءٌ في مَعانيها تَليد

فَتأخذها رواة الفَن عَنهُم

وَيَحفظها المقرَّب وَالبَعيد

فَعش في مصر فَوق بِساط ملك

عَظيم فيهِ تَخدمك الجُنود

وَخلد للعلا بِالعَدل ذكراً

جَميلاً حصنُ بَهجته مشيد

وَكُن مُتَمَتِّعاً بِبَقاء شبلٍ

نَجيب مِن عُلومك يَستَفيد

وَجدد للولادة في جَمادى

رسوماً لِلسُرور بِها عُهود

وَللعلماء وَالأمراء فيها

كَما تَهوى لكعبتها الوُفود

فَطب نَفساً وَزد عزاً وَجاهاً

فَحسن ثَناك حالفه الخُلود

وَمَجدك في المَسَرة قال أَرّخ

أَتى بُشراك مَوسمُك السَعيد