وصال شقيق البدر كل مرامي

وصالُ شَقيق البَدر كلُّ مَرامي

وَإِن هُوَ عَني قَد نَأى بِمَرامي

فَإِن فُؤادي ما لَهُ عَنهُ شاغل

وَما لسِهام العَذل فيهِ مَرامي

وَكَيفَ وَأَعضائي بِهِ قَد تولهت

فَفي كُل عضو مِنهُ وَقعُ سِهام

أَجل لست أَبغي غَير حُبَّيهِ مأرباً

وَإِن وَلعت فيهِ الوَرى بملامي

عَلى أَن لَومي في الهَوى لَيسَ نافِعاً

إِذا كُنت مَسعوداً برعي ذمام

فَلا تُطع الواشي وَزخرفَ قَوله

فَذَلِكَ بُهتانٌ وَزور كَلام

أَلم تدرِ أَني فيكَ قاطَعتُ جيرتي

وَأَهلي وَأَصحابي وَطيب مَنامي

وَلا ذَنب لي في الحُب يَقضي بِلَوعتي

وَهَجري وَتَعذيبي وَطُول سقامي

فَيا مالكي هَذا البعاد أَضرّني

وَأَوهى قوى جسمي وَدَقَّ عِظامي

وَلم يَستَطع مِن شدّة الشَوق وَالجَوى

يؤثِّر في وَجدي وَفَرط هيامي

وَيا طالما مرّت ليالٍ بِأنسنا

عَلى رقص عيدان وَناي زنام

لَيال بَدَت في جَبهة الدَهر غرّةً

كَما لاحَ بَينَ الناس خَيرُ إِمام

سميّ خَليل اللَه رَأفتٌ الَّذي

بِهِ رَقَت العَليا أَجلَّ مَقام

أَمير بَدا بَين الكَواكب نجمُه

فَأَدهش مِنهُ الناظر المُتعامي

وَبَحرٌ محيط بالمَعارف زاخرٌ

وَحبر لميدان البلاغة حامي

وَخير نصير للعلوم يديرها

بفكر كسهم صائب وحسام

وَليث هصور إن سطا جَيشُ فهمه

عَلى الجهل أَمسى في قيود حمام

وَشهم غدا للمجد وَالفضل وَالنَدى

حَليفاً قَرين السَعد نسل كِرام

فَباللَه دَع قسّاً وَمعناً وَحاتماً

فَمولاي عَنهم بِالفضائل سامي

وَلا تذكر الكنديَّ فهو وَإِن عَلا

إِلى ذَلِكَ المَولى العُلَى كَغلام

وَإِقليدس لو قيس في أَيّ حالة

بِهِ لَم يَكُن إِلا كقطر غمام

رَعى اللَه أَياماً أَضاءَت بِوجهِهِ

وَدَهراً بِهِ أَمسى أَسير غَرام

وَأَحيا عُلوماً لَم تَزل في سَما العُلا

بِهمته تَعلو بحسن نِظام

وَحسبي مَقاماتٌ بِهِ قَد تشرفت

وَقامَت بِما يرضى أَتمّ قِيام

فَكَم قَد سَمَت فَخراً وباهَت مسرة

بِهِ وَتعالَت فَوقَ مفرق هام

وَلَست أَهنِّي بِالمَناصب فاضِلاً

سَحابُ يَديه في البَرية هامي

وَلكن أهنيها بِه إِذ غَدا لَها

كدرّة عقد أَشرَقَت بِظَلام

أَمولاي ها بكراً تتيه بحسنها

وَتفعل بِالأَلباب فعل مدام

وَلا مَهر تَرجو مِنك غَير قبولها

فَقابل مُحيّاها بِطيب سَلام

فَلا زلت في أُفق السَعادة راقياً

وَنجمك بَين الزُهر بدر تَمام