ولما اعترى بدر المدارس بالفعل

وَلما اِعتَرى بَدرَ المَدارس بِالفعلِ

محاقٌ وَكادَ العلم يذعن لِلجَهلِ

وَحاصر جَيشُ الحادِثات حُصونَها

وَأَوعدَها بَعد المعزة بِالذُل

تَداركها بِاللُطف واحدُ عَصره

شَريف العلا وَالاسم وَالجسم وَالأَصل

وَأَذهب عَنها الرُعبَ حَيث أَمدّها

بِأَمن حَليف لِلدَوام بِلا فَصل

لَهُ اللَه مِن شَهم تهاب لِقاءه

أُسود الشَرى في مَوقف الجدّ وَالهَزل

وَيَنشُر أَعلام التمدّن بَينَنا

وَيَطوي سجلات المَظالم بِالعَدل

وَيَرفع أَركان المَعارف وَحدَه

بِما حازَهُ فيها مِن العَقل وَالنَقل

وَيَحمي حِماها في الخُطوب بهمة

وَسعيٍ جَدير بِالثَناء مِن الكُلِّ

فَلا زالَ طُولَ الدَهر في مَصر أَمرُهُ

كَما شاءَ أَمضى في القَضاء مِن النصل

وَلا زالَ لا تُحصى مَناقبُه الَّتي

بِها تَتَحلَّى دَولةُ المَجد وَالفَضل