ولو علمت حواء أن اجتماعها

وَلَو عَلمت حَوّاء أَن اِجتماعَها

بِآدم يَأتيها بشرّ الأَواخرِ

لَما سَمحت بِالوَصل يَوماً لبعلها

وَلا حَملت مِنهُ بِأَخبَث فاجر

وَلَكنها جاءَت بِهِ رَغم أَنفِها

فَنالَ بِهِ إِبليس كُلَّ المَفاخر

وَكَيفَ وَقَد جاراه في الغَي وَالخَنا

فَأَربى عَلَيهِ في جَميع الكَبائر

وَما هُوَ إِلا أَشعب في شَراهة

وَفي اللؤم حاشا أَن يُقاس بِمادر

وَما هُوَ إِلا باقلٌ في فَهاهة

وَما هُوَ في الهَيجاء إِلا كَصافر

فَما لي أَرى العرفان ذلّ لجاهل

وَما لي أَرى الأَعمى يُعَدّ كَناظر

وَما لي أَرى أَهل الرَشاد تَباعَدوا

وَنال الأَماني مُلحد غَير شاكر

وَما لي أَرى أَن العُلوم يَسوسُها

غَبيّ لَها أَمسى كَناهٍ وَآمر

أَما ليَ عذرٌ حَيث قُلت مُؤرِّخاً

هوَى العلم حقداً في قَرار المَقابر