ويح نفسي من الزمان المعادي

وَيح نَفسي مِن الزَمان المُعادي

وَاِصطِباحي بِالوَغد رُكن الفَسادِ

كَعبة الفسق مَعدن اللُؤم وَالخب

ث حَليف الشَيطان في كُل ناد

هُوَ مثل الحِمار يَحمل أَسَفا

راً كباراً لم يَدر مِنها المَبادي

بيدَ أَنّي أَراه في الظرف فَرداً

لا يُضاهيهِ رائحٌ أَو غادي

يا سَما أَمطري عَلَيهِ صُخورَاً

وَاَلحِقيه بِقَوم لُوط وَعاد

فَلَقَد ظَلَّ في ضلال بَعيد

وَتَعامى عَن الهُدى وَالرَشاد

أَسند الفعل لِلطَبيعة كفراً

بِالمعز المذل رَب العِباد

فَجَزاهُ في هَذِهِ الخزي وَالذُل

لَ وَنار الجَحيم يَوم المعاد

هُوَ كالصفر في الحِساب فَلا قَد

ر له عِندَنا لَدى الإِنفِراد

هُوَ لا يَستَقيم إِلا بلعن

مَع زَجر وَقسوة وَعِناد

غرّه عزُّهُ فَصار قُصارى

أَمره ذلُّه بصفَع الأَيادي

قَد تَمادَيت عَن أَذاه اِحتِقاراً

فَاِعتَدى في الأُمور عِندَ التَمادي

وَتَعدّى أَطواره وَتَجارى

وَنَما شرّه نُموّ القتاد

وَأَراد النِضال وَهوَ جَبانٌ

مَع لَيث الشَرى وَشَهم الطراد

فَاِمتَلا قَلبه مِن الوَهم رُعباً

وَغَدا نادِماً كَليم الفُؤاد

وَلَئن عادَ للطراد غُروراً

مِنهُ أَمسى عَلى الثَرى كَالجَماد

حَيث أَرميه مِن بَديع القَوافي

بِسِهام يَغدو بِها كَالرَماد