يا أوحد الدهر في تدبير مملكة

يا أَوحد الدَهر في تَدبير مملكةٍ

نشرت فيها لِواء العَدل وَالأَدَبِ

وَمَن بِهِ تُونسُ الخَضراءُ طالعُها

أَضحى سَعيداً وَفازَت مِنهُ بِالأَرَب

وَمَن مَناقبُه الغَرّاءُ لَو قُسمت

عَلى العِباد لَأَغنتهم عَن الحَسَب

وَمَن سِياستُه حلّت رِياستَه

بِحلية الجدّ دُون اللَهو وَاللَعب

وَمَن غَدا لا يُجاريه بِمكرمة

كَعبٌ وَلا حاتم المَشهور في العرب

وَمَن مساعيه في خَير الأُمور بِها

طابَ الثَناء عَلى عَلياه في الكُتُب

وَمَن وَمَن لا يُبارَى في مَعارفه

وَفَضلِه الوافرِ الفَيّاضِ كَالسُحب

إِني بِعَجزي لَمَعروفٌ وَمُعترفٌ

عَن شُكر مَولىً أَثيلِ المَجد وَالنَسب

وَإِنَّني وَالَّذي أَولاك في زَمَني

ما أَنتَ أَهلٌ لَهُ مِن أَرفَع الرُتَب

لا أَنثني عَن مَديحي فيكَ ما طَلعت

شَمس وَما صُلِّيَت خَمسٌ مَدى الحقب

فَأَنتَ غَيثٌ وَإِن الغَيثَ عادته

يَأتي فَيروي بِلا سؤلٍ وَلا طلَب