يا أيها الصدر السعيد

يا أَيُّها الصَدر السَعيدْ

بِكَ مَصرُ طالعها سَعيدْ

وَبِرَأي حَضرتك السَديدْ

فازَت بِما فَوق الأَملْ

بُشرى لَها طابَ الصُبوحْ

وَلعزها ذل الجموحْ

وَسَعيدُها رَب الفُتوحْ

عَزت بِهِ بَين الدُولْ

وَبِها مُعسكره اِنتَشَرْ

وَلَدى الجَميع قَد اِشتَهَرْ

فَإِذا سَطا أَين المَفَرْ

مِنهُ إِذا النجم أَفلْ

ما كانَ جُند أَمينُفيسْ

وَسَليله سِيزوستريسْ

في ذَلِكَ النَظم النَفيسْ

حَتّى بِهِ ضُرِب المثلْ

ما كانَ يَعرف للحتوفْ

غَير الأَسنة وَالسُيوفْ

أَما تَراتيب الصُفوفْ

فَبسلكها كانَ الخللْ

فاصرف عَن الزمَن القَديمْ

فَكراً بساحته يَهيمْ

وَانظر إِلى زَمَن النَعيمْ

لِتَرى بِهِ أَوفى عَملْ

زَمَن بِهِ أَنشا السَعيدْ

في مَصره الجَيشَ الجَديدْ

وَبِهِ تَباشَرَت العَبيدْ

بِالنَصر وَالفَتح الأَجلْ

مِنهُ المَدارس بِالسِلاحْ

في مَصر يَخدمها النَجاحْ

وَالصَدر أَصبَح في اِنشِراحْ

مِنها وَبِالعلم اِحتَفَلْ

مِنهُ غَطارفة خَواصْ

بِيّادةٌ جَعَلوا الرَصاصْ

لِهَلاك مِن رامَ الخَلاصْ

مِنهُم فَأدركه الأَجلْ

مِنهُ السَواري في الجلادْ

بِالبيض وَالسُمر المِدادْ

من رَكض خَيلهم الجِيادْ

تَهتز أَركان الجبلْ

وَالزرخ أَرباب الدُروعْ

مِنهُم تَفرّقت الجُموعْ

وَسِهامهم تَفري الضُلوعْ

وَتشكُّ أَحداق المقلْ

مِن جُنده أَبناء حامْ

كَالنار في يَوم الخِصامْ

لا شَك هُم رُسل الحمامْ

لِمَن اِعتَدى وَبَغى وَضلْ

وَالأوجيان عَلى الفَضا

وَثَباتها مِثل القَضا

تَسعى عَلى جَمر الغَضى

نَحوَ العَدوّ بِلا مَللْ

أَما المُهندس في الحُروبْ

فَبِكَشفه كَشفُ الكُروبْ

وَببحثه جَيش الخُطوبْ

يَفنى وَتحصده العللْ

أَما الكبورجيُّ الشَهيرْ

ذو العَقل وَالفهم الغَزيرْ

فَعَلى قَناطره يَسيرْ

جُند السَعيد بِلا مَهلْ

أَما السواحل وَالقِلاعْ

فَكماتُها حَفظوا المتاعْ

بِمَدافعٍ مِنها البِقاعْ

ضاقَت عَلى الشَهم البَطلْ

أَما السَفائن في البِحارْ

فَلجندنا فيها الفَخارْ

لا سيما عِندَ الحِصارْ

وَالسور تصدمه الكلَلْ

طوبجيةُ الصَدر السَعيدْ

في الحَرب كَالبرج المشيدْ

سَل عَن قِتالهمُ الشَديدْ

إِن كُنتَ تَجهل ما حَصلْ

ناخوس مِن قبل العربْ

حَفرُ الخَليج لَهُ غَلبْ

وَالداوريْ بذلَ الذَهبْ

فَسما وَسادَ عَلى الأُوَلْ

أَما القَناطر وَالحُصونْ

فَتنوَّعت فيها الفُنونْ

وَبَدَت هُنالك لِلعُيونْ

كَالشَمس في بُرج الحَملْ

وَالفَضل في سكك الحَديدْ

لِجنابه العالي السَعيدْ

وَبسير حضرته الحَميدْ

راجَت بِضاعةُ مِن عَدلْ

وَبعصره سِلكُ الخبرْ

بَلغت بِهِ مَصرُ الوَطرْ

وَبِهِ تَجمّلت السِيَرْ

وَبشكره الكُلُّ اِشتَغلْ

ما صَحَّ مِن عَهد البَشيرْ

في مَوكب الحَج الشَهيرْ

أَن فازَ بِالملك الكَبيرْ

غَير السَعيد مِن الأَزَلْ

كَلا وَلا في أَيّ عامْ

عَن مَصرنا سمع الأَنامْ

أَن الخَليج لَهُ التَمامْ

فيها بعيد النَحر حَلّْ

هَذا لِتَقدير العَليمْ

بِسَعادة الصَدر الكريمْ

وَبِعَدل حَضرته العَظيمْ

بَينَ الرَعية وَالمللْ