يا ابن غرس الزنا وبذر اللئام

يا اِبن غَرس الزنا وبذر اللئامِ

وَرَبيب الخَنا وَإِلف المدامِ

أَيّ وَقت يا أَغلف القَلب قُل لي

قَد أَقَمت الصَلاة خَلف إِمام

أَي يَوم زَكيت مالاً جَزيلاً

جَمعه كانَ دائِماً مِن حَرام

أَي شَهر أَدّيت فيهِ اِحتِساباً

لِلعليّ الكَبير فَرض الصِيام

أَي عام يَممت مَكة فيه

تَبتغي الحَج يا أَخسَّ الأَنام

أَي لَيل غسلت جسماً خَبيثاً

مِن ذُنوب أَو مِن جَنابة عام

أَي صبح عرفت فيهِ نَبيّاً

نُوره يَزدري بِبَدر التَمام

ما فَخار الفَتى بِجَمعٍ لمال

مِن حَرام لطفلة وَغلام

إِنما يَفخر الأَريب بدين

مَعَ برٍّ وعفة وَذمام

وَصِلاتٍ للأقربين وعلم

لا بجهل وَغِيبة وَمَلام

هبك عمرت في الوَرى عمر نُوح

أَو تجاوَزت عُمره بِسَلام

هَل لَدى المَوت يَنفَع المال إِلّا

مَن أَتى رَبَّه بِحُبِّ التهامي

أَبِشُحٍّ يقابل العَبد رَبّاً

أَم بقبح في يَقظة وَمَنام

أَم بكبر وَقَسوة وَعناد

أَم بِكُفر ومسخة وَتَعامي

أَم بشرّ للعالمين وَشرك

أَم بظلم لحوز قائمّقام

زهق الباطلُ الذَميم وجاء ال

حق فاخسأ وَمُت برشق سهامي

كَيفَ يَرقى الأَخنّ وَهوَ وضيعٌ

كَأبيه السَفيه بالي العِظام

كَيفَ يَمشي مَن لَيسَ يَعرف حرفاً

مِن حُروف الهجا بوادي النِظام

كَيفَ نَرضىشر غَمر

بَعدَ حَوز العُلوم قَبل الفِطام

كَيفَ تَرجو تَعيش بِالذُل نَفسٌ

عِندَها دُونَهُ وَرودُ الحِمام

كَيفَ يَنوي تَقديم هَذا عَليم

فَاز من علمه بنيل المَرام

لَستُ أَدري لَهُ مِن الفَضل إِلّا

أَنَّهُ أَبكمٌ عَديم الكَلام

لا يجاريه مادرٌ وَطويسٌ

عِندَ لؤم بليل شؤم ظَلام

ما يرجَّى سِوى لحرث الأَراضي

أَو لحفر الآبار وَالقيظ نامي

أَو لنهب المحصول وَاللَيل داجٍ

مِن غياض الجيران وَالغَيث هامي

أَو لقطع الطَريق براً وَبَحراً

أَو لغدر الرَفيق عِندَ الطَعام

أَو لِجَمع الأَموال مِن باب زورٍ

حَيث أَمسى بِها أَسير غَرام

أَو لسعي بَينَ الوَرى بِنَميم

أَو لغشٍّ يأباه كل همام

وَانته الآن عن خطاك وَقاطع

مجرماً يَرتجي زَوال السقام

فهوَ وَغدٌ منافق وَغويٌّ

قَتلُه واجبٌ بحدّ الحسام