يا ابن ودي قد خاب فيك رجائي

يا اِبن ودّي قَد خابَ فيكَ رَجائي

مُذ لِغدري رَجعت بَعدَ وَفائي

وَعَذولي عَليّ فَضلت حَتّى

لاحَ لي أَنكَ اطَّرحت إِخائي

وَلِوعدي أَخلفت عمداً وإني

كُنت أَرجو اللقا فَزادَ عَنائي

وَلَقَد كُنتَ لِلمنافق خَصماً

فَغَدا الآن أَوّل الأَصدقاء

فَاذا رام في الغَرام مَراماً

لَم تُخالف كَأَنه مِن سَماء

وَأَنا إن أَقل مَقال نُصوحٍ

لَستَ تُصغي ما قُلته لِبَلائي

وَالبَليد المَهين ملتَ إِلَيه

بَعدَ ما خُنتَني وَعفتَ لِقائي

وَلعمري لَو كُنت عِندَكَ أَسوى

ظفره في الوَرى لِنلت منائي

فَكَفاني هَذا العَذاب فَإِني

شَمتت بي يا فاتني أَعدائي

وَرَماني الزَمان مِنهُ بِسَهم

مِنهُ أَمسيت مَيّت الأَحياء

فَلئن كُنتَ تَبتَغي بَعدَ هَذا

صحبتي فَاِنثَني لحسن الصَفاء

وَتَباعد عَن عاذلٍ وَحَسودٍ

وَبَليد عَن دين حبك نائي

وَإِذا لَم تَرد صَلاحي فَعاند

حَيث كانَ العِناد مِن خصمائي

وَدَع القَلب في لَهيب صُدود

يَتلَظى مِن فَوق جَمر الغَضاء

فَلعلّ الإِلَه يَرحَم جِسمي

وَيَزيل العَنا بِقُرب الشِفاء

وَلِساني مِن بَعد ذَلِكَ ينشي

يا اِبن وَدّى قَد خابَ فيكَ رَجائي