يا بغية الملك للأوطان آمال

يا بُغيةَ الملكِ للأَوطان آمالُ

نجازُها تَقتضيه مِنكَ أَحوالُ

قَد سرّها ذكر إبراهيم خَير أَبٍ

ذلَّت لِعزَّته في الحَرب أَبطال

كَم في المآثر مِن جدّ وَمنقبة

لَم يُحصِها قَبلَهُ في الكَون أَقيال

فَأَنتَ أَعظَم صَدر مِنكَ قَد حسنت

في النهي وَالأَمر أَقوالٌ وَأَفعال

وَهَذِهِ مَصرك الغرّا قَد اِبتَهَجَت

برفعة قَد علاها مِنكَ إِفضال

وَالآن أَعلامها المَطوية اِنتَشَرَت

مِنها عَلى هامة الجَوزاء أَشكال

وَكَيفَ لا وَهيَ قَد عزت وَطابَ لَها

مِنكَ التَهاني وَعَنها غابَ إِذلال

وَالدَولة اِرتَفَعَت أَركانُها وَسَمَت

وَلاحَ حالاً عَلَيها مِنكَ إِجلال

وَقَد عَلَت بِكَ وَاِزدادَت مَحاسنها

يَوم الوِلاية آثارٌ وَأَطلال

فَاِنهَض إِلى مسند عال دَعاك لَهُ

فَضلٌ بِهِ ضُرِبت لِلناس أَمثال

وَالعَدل مَعْك رَبي في المَهد وَاِعتَرَفَت

بِهِ لعلياك أَملاكٌ وَعُمّال

وَأَنتَ نِعم النصير اِبنُ النَصير وَمن

بحزمه اِندَفَعَت عَن مَصر أَهوال

وَمَن عَلَيهِ الرَعايا عوّلت وَمَضى

عَن القُلوب بِهِ رَوعٌ وَأَوجال

وَالملك وَالدين وَالتمدين أَنتَ لِما

تَسمو بِهِ يا أَثيل المَجد فَعّال

فَاقبل هدية مَملوكٍ مَدائحُه

يا أَوحَد الدَهر لِلتحقيق تمثال

فَأَنتَ أَولى بِأَمر لا يَقوم بِهِ

سِواك في هَذِهِ الأَوطان رئبال

لا زلت فيها بِما أُوتيت مُبتهجاً

وَمِنكَ أَيدها بِالنَصر أَشبال

أَو المَعالي بِها قالت مؤرخة

لِمصر بِالليث إِسماعيل إِقبال