يا خليلي إني بلغت مقاما

يا خَليلي إِني بَلَغتُ مَقاماً

لَم يَنَل شَأوه اللَبيب لَبيدُ

إِذ تَحلّيت بامتداح أَميرٍ

هَوَ في المَجد وَالمَعالي فَريدُ

وَدَعتني إِلى المَديح سَجايا

ضلّ عَنها عَلى هداه الرَشيد

فيهِ ما شئت مِن بَديع صِفات

حارَ في حَصرِها البَليغ المُجيد

فيهِ حلم وَرأفة وَعَفاف

بَل وَرأيٌ في كُل أَمر سَديد

وَذَكاء أَنسى ذَكاء إِياسٍ

وَوَفاء لَدى الأَنام حَميد

إِن تقسه بحاتم فلديه

حاتم مادر ذَميم طَريد

هَل يُساويه في القَضايا أَرسطو

أَو يُوازيه في العُلوم اَرشميد

أَم يجاريه في المَكارم معنٌ

وَهوَ حصن للمكرمات مشيد

هُوَ بَحر في كُل علم خِضَمٌّ

مِنهُ يُروى مقرّب وَبَعيد

هُوَ للخائِفين خَير مَلاذٍ

وَعَلى المُعتدين لَيث شَديد

فَاقترح ما تُريده فَلَديه

فَوقَ ما يَشتَهي يَنال المريد

ما يُرى عادِلاً عن العَدل يَوماً

وَهوَ فيهِ موفّق وَسَعيد

وَهوَ بِالمنصب الرَفيع جَدير

وَجَميع الوَرى بِذاك شُهود

فَإِذا ما ادّعى علاك جهول

مان فيما يبدي وَفيما يعيد

لا تلمهم إِن يَحسدوك فَما من

أَهل فَضل إِلّا عَلَيهِ حَسود

وَتَوكل عَلى الإله وَدَعهم

في عَماهم فَما الحَسود يَسود

وَتَهنأ فَلَيسَ غَيرك أَهلا

لِمَقام بِهِ العفاة وُفود

وَتَيقظ لِلمكرمات وَبادر

لذة العَيش وَالأَعادي خمود

مَن بِعيدٍ يُسَرُّ يوماً فإنّا

كُلَّ يَوم لَنا بوجهك عيد

فَأَجزني قبول شعري فَإِني

بِالَّذي في يَديّ مِنهُ أَجود

وَابق وَافخر بسودد لَيسَ يَفنى

شاكر للإله شكراً يَزيد