يا نديمي ما لوم ذي الوجد يجدي

يا نَديمي ما لوم ذي الوَجد يُجدي

في هَوى أَغيد رَشيق القدّ

لا تَلمني فَالقَلب أَضحى مَعنّىً

بِهَواه وَلَو تَصدى لِصدِّي

كَيفَ أَسلو وَكُلَّما طالَ هَجري

وَصُدودي وَلَوعَتي زادَ وَجدي

وَعَجيب أَكلف النَفس طَبعاً

طابَ لي دُونَهُ المَقام بلحدي

مَع أَني عبرت بَحر غَرام

ما تَصدَّى لبره المتصدي

وَلعمري ما قُلت إِن طالَ هَجر

يا ملاحاً أذهبتمُ صدق ودي

فَاِعتَزلني فَإِنَّني أَنا راضٍ

مِنهُ بِالجور وَالجَفا وَالتَعدّي

عَلَّه بِالوِصال يَسمَحُ يَوماً

لِعزيز أَذلَّه طُولُ بعد

وَيُداوي مِني فُؤادي بِكاسٍ

يَحتسيها مِن ماء ثَغر وَخد

يَحتسيها في مَدح أَسنى وَزير

فازَ في عَصرِهِ بِشُكر وَحمد

يا وَزير الزَمان مَدحك فَرضٌ

تَركه لا يَسوغ في أَي عَهد

أَنتَ في دَولة العَزيز بِمَصر

وَافر الحَزم ذو سداد وَرُشد

فَقت مَعناً وَحاتماً في سَخاءٍ

وَلَك انقاد في الحُروب ابن مَعدي

وَعَلى حلمك الأَدلةُ قامَت

في جَميع الأُمور مِن غَير رد

وَلذا كُنت بِالمَعالي جَديراً

حَيث قابلت بِالرضا كُلَّ عَبد

وَإِلى مَصر أَنتَ أَهديت خصباً

كُل يَوم يَزداد فيها بِجَد

وَبتدبيرك الخَزائن أَضحت

تَتَباهى بحفظ أَحسن نقد

فَاِبقَ في نعمة ورفعة قَدر

وَمَقام يَسمو بِطالع سَعد

وَتقبّل مني بَديعة فكر

تَرتَجي مِنكَ قُربَها بَعد بُعد

زادَكَ اللَه بَهجَة وَقبولاً

ما تَحلَّى جيد المَديح بِعقد