يحيا بمصر سعيدا وهو مشكور

يَحيا بِمَصر سَعيداً وَهوَ مَشكورُ

صَدر المَعالي أَثيل المَجد مَنصورُ

صهرُ الخَديوي الَّذي أَعلامُ دَولته

بِالنَصر مَنشورةٌ وَالخصم مَحصور

وَشبلُ فاتح أَقطار الحِجاز وَمَن

أَطاعَهُ آمرٌ فيها وَمَأمور

وَمَن أَباد العِدا في كُل معترك

وَخافَ دَولته الجبار سابور

وَمَن لَهُ ذلّ في الهَيجا وَسالمه

بَعد العَداوة جَنكيز وَتَيمور

وَمَن حَمى الملك وَالدين القَويم لَهُ

رُمح وَسَيف عَلى الباغين مَشهور

وَمَن فُتوحُ عَسيرٍ وَهوَ صاحبه

أَضحى يسيراً به وَاِنقاد مَغرور

وَمَن ثَناءُ الوَرى في كُل حادثة

عَلَيهِ في كتب الأَخبار مَسطور

وَمَن بِهِ اِزدادَ تَشريفاً بنو يَكَنٍ

وَقَد أَضاءَ بِهِم في الكَون دَيجور

وَكَيفَ لا وَأَميري مِنهُمُ وَبِهِ

بَيت الصَدارة مَرفوع وَمَعمور

يا أَيُّها الصَدر أَنتَ الدَهر في همم

وَأَنتَ بحر بِكَ الإِسلام مَغمور

وَأَنتَ يا خَير مَولود لِخَير أَب

يحلو بمدحك منظوم ومنثور

وفيك ما رقَّ من لطفٍ ومن أدبٍ

وَمِن صِفات بِها يَمتاز جَمهور

وَقَد تَصوّرت كَالآباء مِن كَرَم

لِواؤه دائِماً لِلبَذل مَنشور

وَكُل خَير يَدا عَلياك قَد مَنحت

بِهِ البَرية عِندَ اللَه مَبرور

وَلِلمُروءة جسم أَنتَ ساكِنه

كَالرُوح ذَلك في الأَسفار مَذكور

وَما عَدلت عَن الحَق المُبين إِلى

سِواه في الحُكم هَذا عَنكَ مَأثور

أَما المَعارف وَالأَوقاف فَاِنتَظَمَت

وَمِنكَ فيها حَليف الصدق مَسرور

وَكُل مَصلحة رَوض الفَلاح بِها

زاهٍ نَضيرٌ بِماء العَدل مَمطور

وَالاسم وَاللقب المَنصور لَفظهما

يُومي إِلى أَن مَن عاداكَ مَقهور

وَإِن عَمرك يَحظى بِالخُلود كَما

نَص الَّذي علمه في الزيج مَستور

فاقبل لمجدي مَديحاً فيكَ طابَ بِهِ

شعر عَلَيك مَع الإِخلاص مَقصور

وَاعذره إِن قصَّرت في النَظم فكرتُه

عَن حَصر بَعض المَزايا فَهوَ مَعذور

وَما يُلام عَلى التَقصير مَعترف

بِالعَجز إِن قالَ لَم يُسعفه مَقدور

وَاِجعَل ذمامك دُون المال جائِزة

لَهُ فَحظ الَّذي تَرعاه مَوفور

لا زالَ مَدحك يُتلى في مَطالعه

يَحيا بِمصر سَعيداً وَهوَ مَشكور