عجبا للذي نعى الناعيان

عَجَباً لِلَّذي نَعى الناعِيانِ

كَيفَ فاهَت بِمَوتِهِ الشَفَتانِ

مَلِكٌ إِن غَدا عَلى الدَهرِ يَوماً

أَصبَحَ الدَهرُ ساقِطاً لِلجِرانِ

لَيتَ كَفّاً حَثَت عَلَيهِ تُراباً

لَم تَعُد في يَمينُها بِبَنانِ

حينَ دانَت لَهُ البِلادُ عَلى العَس

فِ وَأَغضى مِن خَوفِهِ الثَقَلانِ

أَينَ رَبُّ الزَوراءِ قَد قَلَّدَتهُ ال

مَلِكَ عِشرونَ حِجَّةً وَاِثنَتانِ

إِنَّما المَرءُ كَالزِنادِ إِذا ما

أَخَذَتهُ قَوادِحُ النيرانِ

لَيسَ يَثني هَواهُ زَجرٌ وَلا يَق

دَحُ في حَبلِهِ ذَوو الإِدهانِ

قَلَّدَتهُ أَعِنَّةَ المُلكِ حَتّى

قادَ أَعداءَهُ بِغَيرِ عِنانِ

يُكسَرُ الطَرفُ دونَهُ وَتُرى الأَيّ

دي مِن خَوفِهِ عَلى الأَذقانِ

ضَمَّ أَطرافَ مُلكِهِ ثُمَّ أَضحى

خَلفَ أَقصاهُمُ وَدونَ الداني

هاشِمِيُّ التَشميرِ لا يَحمِلُ الثِق

لَ عَلى غارِبِ الشَرودِ الهِدانِ

ذو أَناةٍ يَنسى لَها الخائِفُ الخَو

فَ وَعَزمٍ يُلوي بِكُلِّ جَنانِ

ذَهَبَت دونَهُ النُفوسُ حِذاراً

غَيرَ أَنَّ الأَرواحَ في الأَبدانِ