تعود على الإحسان يغنيك زاده

تعوَّد على الإِحسانِ يُغنيكَ زادُهُ

بما أنتَ أَهْلٌ أَنْ تكون مرادُهُ

مراتِبَ يرقاها الذي باتَ كاسفاً

لحاجةِ مسكينٍ، تُقِضُّ وسادُهُ

فمن صَحَبَ الإِحْسَانَ أغناهُ فضلُهُ

ومن صَدَّ عنه النَّاس ضاع عتادُهُ

شهدتُ على معطاءِ فضلٍ بأنَّهُ

يُقيلُ عزيزاً إن يزلُّ جوادُهُ

ويحفظُ ماءَ الوجهِ للأكرمِ الذي

أمالَ به دهرٌ، فأَفنى تلادُهُ

يوقِّيهِ ما لا تستطيبُ لسانُهُ

لحاجةِ مملاقٍ أَضَلَّ رقادُهُ

وآخرُ محروماً على وِسْعِ مالهِ

عطاءً لخيرٍ، قد نَمتهُ بلادُهُ

بلادٌ حَبتهُ الفضلَ لكن تنكَّرت

لها نفسهُ، حتى استبدَّ فسادُهُ

فيا بؤسهُ من ناكرٍ حُسْنَ رِفْدِها

ويا بؤسَ من إِبنٍ يرجَّى ذِيَادُهُ

أُعيذُ نجيباً أن يَرى فيه ساعداً

على عُسرِ أمرٍ أو يراهُ عِمادُهُ

فمن ينكُرُ الإِحسانَ من أُمِّهِ فمنْ

يقيمُ له وزناً، وذاك عتادهُ؟!!