أصامت أنت أم نشوان يا قلمي

أصامِتٌ أنت أم نشوان يا قلمي

أم أخرستك الليالي السافحات دمي

أم غيض نبع الأماني الحور فانطمست

آيات نورك في داج من الظلم

أم ودع الخافق المسكين صبوته

فنام عن دهره والدهر لم ينم

أم أنّ أعهدي بأحلام الشباب مضى

وكنت ترجو شبابي دائم الحلم

وأيّ حال على الأيّام باقية

أم أيّ عهد شباب غير منصرم

أفديك ما دار في وهمي ولا خلدي

أني سألقيك بين اليأس والندم

بالأمس كنت مثير النقع في بلد

ألقى إلى الزمن الباغي يد السلم

واليوم لا ذاقت الأقلام ما برحت

نسقيك دنياك من حزن ومن يتم

كم ليلةٍ يا شهيد الصمت حالمة

وصّعتها بالدّراري البيض من كلمي

حكيت شدوَ القمارى في تهجّدها

تبيت تبعث نجواها مع النسمِ

ولوعةَ البلبل المهجور ألبسَهُ

بعد الأحبّة أثواباً من السقم

صحبتني في زمانٍ ملّ صاحبه

فما تغيّر ما أحببت من شيمي

صحبتني في غرامي والهوى قسم

وما حباني إلا أيسر القسم

فكنت صاحب سري في رضاً وقلى

وأقرب الناس عن شكواي في صمم

قد عشت في السفح حتى ضقتَ بي وبه

فما وراءك إلا شامخ القمم