أعيش أم أدع الأيام للناس

أعيشُ أم أدَعُ الأيّامَ للناس

سئمت دنياي من همّي ووسواسي

إن قلتُ يوماً كفاني ما شقيت به

أعود أُنعِشُ أحلامي بإيناسي

خلّدت شعري في نفسي وأحسَبُه

سينتهي حينما تنشقّ أرماسي

بنات فكري كنوزٌ لا عداد لها

فما لقَلبِيَ مكنوبٌ بإفلاسي

إن قال غيريَ حسبي المال أجمَعه

أقولُ حسبيَ من دنيايَ قرطاسي

وهبتُ فنِّيَ ما أوتيتُ من زمني

عمري وفكري وآمالي وإحساسي

ولي من الفنّ أشواكٌ غنيتٌ بها

عن كلّ زهر ذكيِّ العطرِ مياس

وللمقادير أحكامٌ محيّرَةٌ

منها الرحيمُ ومنها الجائرُ القاسي

إذا تمنيت شيئاً قال لي زمني

ما أنت للنكبات السود بالناسي

وإن يئستُ فلي في النار منزلةٌ

كأنَني قاتل ألفاً من الناس

ربّاهُ إن يكن الآتي كسابقه

فمُدَّ حبلَ الردى من حبل أنفاسي

أفنيتُ عمري في الأرجاسِ أقربها

فهل تزيدُ على الأيّام أرجاسي