اشغليني بما تريدين مني

اشغليني بما تريدين منّي

واملئي بالغرام سمعي وعيني

بفنون الإغراء باللهب الثا

ئر من جسمك البديع الأغنّ

جسمك العبقريّ شكلا وظلّا

الغويّ الغنيّ عن كل حسن

اشغليني فقد تنالين من عمري

يوما نقضيه كالحالمين

عند هذا الركن القريب من الأر

ض وإلا فعند أبعد ركن

هو يوم كأيّ يوم سيمضى

أو مضى فالحياة لونٌ كَلون

سنقضّيه وحدنا ثم ترضي

ن وأشكو أو تشتمين وأثى

بين خمر رخيصة وأغان

ساقطاتٍ تجرى على غير لحن

ودخانٍ معطّرٍ نتعاطا

ه بعيدا في وكرِنا المستكنّ

وحديث مهلهل عن ليالي

ك وعن قلبك الصغير المسن

ونكات حفظتها عن أبي النوا

س أو عن جحا الحكيم المِفَنّ

تتقاضينني عليها حياتي

وتقولين قد رجعت بغبن

هو يوم كأي يوم سيمضي

أو مضى فالحياة لون كلون

سنقضّيه وحدنا ثم ترضي

ن وأشكو أو تشتمين وأُثنى

وبعينيّ لهفة وانتظار

وبعينيك ما يثير ويضنى

اشغليني وقربيني من كر

مك أجنى قطافه وأغنى

كرمك المشتهى القريب من الأي

دي وإن كان غاية المتمنى

خفيت فيه من أنوثتك الحم

راء دنيا حدودها فوق ظنى

يا بنة الليل والخطيئة والا

فاق والسجن والهوى والتمنّى

قصّةٌ أنت ألّفتها الليالي

من شذوذ وحيرة وتجنّ

أشعليني نارا فلن تحرقي منّي إلّا ما

جفف الدهر مني

ثم يبقى لديّ من صبواتي

ثروة في مواسم الحب تغنى

أشعليني وعربدي وأذيقي

ني ما لم أذق وتيهي وضنيّ

واسحريني ظلّاً لظلّك في العا

لمِ وامضى كما تشائين عنّي

ثم عودي إليّ بعد قليل

تجديني كما أنا فاطمئني

لا تظني أني سأعطيك أيّا

مي جميعا فالخير ألّا تظنّي

لن تنالي مني سوى ما تنال ال

عين من فحمة الظلام الدجنّي

غمرات من الظلال تنادي

ك وتبكى عليك وهي تغنّى

ستكونين في قصيدي بيتا

تهدم الريح جانبيه وتبنى