بحبي بأشواقي بدمعي الذي همى

بحُبّي بأشواقي بدَمعي الذي همى

بشكّى بإيماني وأوّاه منهما

بذكرى نعيمٍ لم أذق طعمَ صفوهِ

وذكرى جحيم عشتُ فيه مُنَعّما

بلَيلاتِنا النشوى بأحلام حبّنا

بوحدة قلبٍ صارع الدهر راغما

بقولك لي والكون نايٌ معطّل

ونحن به لحنٌ طوى الليل ساهما

سأهواك جسماً طهرُه في أثامه

وروحاً ترابيا تعذّبه السما

دعيني وفي نجمي من النور ومضةٌ

تمزّق عن روحي الظلام المظلّما

وفيك شباب ترتعى في رياضه

أفاعٍ تشمُّ العطر ريحاً مسمّما

دعيني فقد تمضى الحياة وينتهي

شبابي ولمّا أجنِ إلّا التوهُّما

دعيني فقد أفنيتُ فيك ملاحني

وأحرقت زهري والشباب المحطّما

وفي الكاس من خمر الأماني بقيّةٌ

سيهريقها يأسي وأحيا على الظما

تريدينَني طيراً مهيضاً جناحُه

فلا والذي سوّاك جرحاً وبَلسما

سأنساكِ وهماً أرّقتني طيوفُه

وحسناً وآمالاً وحبّاً محرّما

وأعمى عن الأفق الذي كنت شمسَه

وأُنكِرُ نفسي حين يحزنُها العمى

دمى فوق آماقِ الليالي أرَقتهِ

وشعري أحالته الرزايا مآتما

فأصبحتُ والحرمانُ خمرى وحانتي

أعيش عليه جنَّةً أو جهنّما

إذا الحسنُ نادى الناس حيّ على الهوى

فإني بحرماني سأحيا مُنَعّما