بين يأسي وحيرتي ورجائي

بين يأسي وحيرتي ورجائي

وصباحي مكفّنا بمسائي

بين كأسي وخمرها ذوبُ وجدا

ني وحسي ووحدتي وشقائي

سأعيش الحياةَ عبداً لذكرا

ك وأحيى رفاتها ببكائي

أنت يا من عرفتُ نفسي فيها

حين أنكرتُ عِفّتي وحيائي

كيف أنساك جنّةً أو جحيما

وأنا بالهموم بعت صفائي

أنت أمسى وحاضري وغدى في

ك سراب تهفو له صحرائي

كيف أنسى يوماً لقيتُك فيه

بأمانيّ قبل حين اللقاء

لم أكن قبله شهيد جمال

وثنيّ الغرام والأهواء

آه من نظرة أفاقت عليها

شهواتي وعربدت في دمائي

آه من همسةِ أذابت كياني

وأطاحت بحكمتي وذكائي

آه من موعد أشاعته عينا

ك وحدّدتهِ بقلب المساء

آه من ليلةٍ نسيتُ بها العمر

وأفنيتُ في دجاها ضيائي

كنت فيها الشبابَ أرهَقَهُ الحِر

مان حتى استحال فيضَ استهاء

كنتُ فيها الشيطان تحرقُه أُنثى

بنار الفتون والإغراء

أسكر الليلَ حبُّنا فمضى يح

لمُ بالخمر والهوى والنساء

وأثار المِصباحُ رقصَك فاهتزّ

خفوق الأشعّة الحمراء

أيّ خمر ملأت كأسي منها

أيّ كاس مجنوتةِ الصهباء

حسوةٌ ثم حسوةٌ ثم غيبو

بة حسٍّ ووسوسات نداء

وتهاويلُ شاعرٍ سحَرته

بنتُ ليلٍ وشهوَةٍ رقطاء

شاعرٌ عاشَ مؤمناً بالمثا

ليّةِ يفنى في كونها اللانهائي

نسجَ العُمرَ من شعاع الخيالا

تِ وغنّى الظلام لحنَ الضياء

ثمّ أيقَظتهِ على فجرِ دنيا

كِ فسمّاكِ جنّة الشعراء

أنتِ زيّنتِ لي الخطيئة حتى

كدتُ أرتابُ في عقاب السماء

حينا رحتِ تجنَحين بأفكا

ري إلى عالمٍ عن الزهدِ نائي

وتقولين ما مُقامك في الأر

ضِ بلا لذّةٍ ولا حوّاء

وتساءلتِ ما دعاؤُك في دَير

ى فقلتُ النوالُ قبل الدعاء

فتهلّلت ثم قمت إلى المذ

بح نشوى وهنانةَ الأعضاء

وخبا الضوء غير إشعاعَةٍ سك

رى تحيّى المكان في استيحاء

وعلى مذبَح القداسات أدّي

نا صلاة العواطف الحمراء

ومضى الليلُ فانطلقتُ وحيداً

أتوَقّى نواظرَ الأحياء

وإخالُ الأنام يدرون ماكا

نَ فأمضى والنار في أحشائي

أَتُرى تذكرين أم أن أخطا

ءَكِ من بعدِها محَت أخطائي

أنا طهّرت بالندامةِ ذنبي

فارجِعي أو فأمعني في الجفاء

إن تعودي فسوفَ أنفخُ في رو

حِك طهرى وحكمتي ونقائي

وإذا ما عَشِقتِ أرضَكِ فامضى

ودعيني فما نسيتُ سمائي