خمس وعشرون عاما

خمس وعشرون عاما

مرّت سحابا جهاما

فما زرعن صفاءً

ولا حصدن سلاما

وما زرعن سوى اليأ

س ناضرا بسّاما

ولا حصدن سوى العم

ر أنجما تترامى

يدور رأسي إذا ما

حسبتها أياما

وأفقد العقل إمّا

حستها أحلاما

مشيت فيها على الشو

ك لا أملّ اعتزاما

أكافح الحقد والحا

قدين والأوهاما

واليأس والؤس واله

م والأسى والأناما

وأجبَهُ الدهر فردا

ذا مِرّة مقداما

أسقى المنايا منايا

من همّتي وسماما

وكلما راش دهري

سهما بريت سهاما

وكلما اعوجّ رمحي

قوّمته فاستقاما

لا يعرف الخوف قلبي

ولا أهاب انهزاما

ولا أُبالي جرى الحظ

مدبراً أم أقاما

ما دام عزمي جليداً

على الزمان هماما

وملءُ ثوبي من الصيد

أروَعٌ لا يُسامى

حلبت دهري وحظى

فما بللت أُواما

ولا اصطنعت خلوداً

ولا ادّخرت حطاما

خمس وعشرون عاما

ذابت جوى وسقاما

تهوى على أمّ رأسي

حجارة ورجاما

كأنما ترجمُ النو

ر فيه والأنغاما

وتلتظى في حيالي

سحبا تفيض ضراما

لم أدر فيم تولّت

وكيفما وإلى ما

وسوف أبلغ حيني

كما بلغت الفطاما

والجهلُ آخر علمي

وإن دعيتُ الإماما

سئمت ذاتي وظلّى

وصبوَتي والغراما

وصار أقصى أمانيّ

أن أذوق الحماما

وبات عيشى على الأر

ض محنةً وغراما

سئمت حتى التمنّى

والدمع والإبتساما