دع النائم اليقظان لا تستقه خمرا

دع النائم اليقظان لا تستقه خمرا

وأهرق عليه النار إن شئت والجمرا

ومزّق غيابات الكرى عن جفونه

فقد أقسم السفاح أن يخنق الفجرا

وهذا النئوم اليعربيّ كما ترى

يصارع بالأوهام أحداثه الحمرا

يعيش على الماضي السحيق فليته

يمدّ له من نسج عزمته عمرا

وما الأمس إلا اليوم ضيّعته سدى

ولم ترعَ فيه اللَه والمجد والذكرا

وما أنا في الأحياء إن زال حاضري

ولم أدخر مجدا ولم أحتقب فخرا

فقل لفتى الأعراب والسيف مصلت

على رأسه وثبا إلى الحرب لا سكرا

عهدتك سبّاق الأماني فلا تكن

لدى المحنة الحمقاء أسوان مزورا

سألتك يابن الخالدين بحق من

يسمونه فرعون في المجد أو عمرا

كم ارتاعت الدنيا التي كنت ربّها

بجحفلكَ الجرار تزجيه مغبرا

وكم قوّضت يمناك عرشا موطّدا

تخادعه مكراً لتحطمه كبرا

وكم شرقت من فيض نورك أمّةٌ

غفا قلبا جهلا وناظرها سحرا

أقمت وهدّمت الممالك طائراً

على صهوة التاريخ منطلقاً حرّا

فماذا دعى عينيك فاظلم نورها

وأطبقتها خوفا وأنركتها ذعرا

أفق فالحياة المجد والمجد وثبةٌ

تعَفِّر وجه الدهر مسعورة حرّى

أفق فاليد الشلّاء موت وجودها

ولن يعرف العلياء من يرهب القهرا

وهذه يد السفاح ما زال سيفها

خضيباً يبارى الموت في حربه الكبرى

أراق دماء المشرق ظلما وغاله

ومزّقهُ بطشا وحطّمه جورا

وما زال يستشرى على الأرض داؤُه

وأوّل ما يدنى الردى داءٌ استشرى

فكن أنت يابن الشرق للداء حاسما

وأطعمه نار السيف لا تألُه بترا

فما آمن التاريخ إلا بماجد

يحقّر في آماله الموت والدهرا