على نبعك يا حب

على نبعكَ يا حب

تساقى العبد والرب

كئوسا حلوُها مرّ

وصافي ريقها كرب

وفي واديك كم ضلل

صب واهتدى صب

وأنت وسهمك الخالد

ما تفنى له حرب

وما للعاشق الملتاع

في صبوته ذنب

رأت عيناه ما يفتن

فاهتز له القلب

وأسرى في سماء الروح

من أشواقه ركب

وأصدق ما بناه من قصور

هيامه كذب

ولا يدري وتدري أنت ثم

يغرك اللعب

فيضرب سهمك الخالد أقسى

ما يرى الضرب

ويفتك بالضحايا الهي

م ما يمنعه عتب

وكم فيهم أخو شجن

براه القدر الصلب

دلفت إليه إذ نام

وما يشتاق أو يصبو

فذوبت على جفني

ه حلماً كله طرب

فتاةٌ من بنات الجن تبدو

حين تحتجب

غذاها النور والخمر

فأمر جمالها عجب

تمنى ثم تخلف ما

تمنيه وتجتنب

إذا أعطت بعينيها

فبالعينين تستلب

لها روحان حائرتا

ن ما بينهما سبب

فواجدة تريها السحب

أدنى ما يرى الترب

وواحدة تريها الترب

أسمى ما يرى السحب

لها في معبد النسك

وفي أقداسه نسب

ويعقدها بما في عالم

الشهوات منتسب

تحيّر في أحاجيها

وفي ألغازها اللب

هي الطير وأكباد

المحبين لها حب

وهبت لها أغاريدي

وللعشاق ما وهبوا

وهمت بها محلقة

ولى في أفقها أرب

فمنها الوحي منسكباً

ومني الشعر ينسكب

سئمت الحب إنسيا

فما لي في الدنى حب

وللفكر الجموح خطا

أميّزها فأضطرب

وللفكر الجموح أعي

ش ما يثنيني النصب

وملء دمي صبابات

فما ينعم لي جنب

وكم في غانيات الجن

للمحروم مطلب

فمرحى بالهوى الجني

ما دقّ له القلب

ورفقا يا بنة الفكر

فقد أفناني الجدب

وعدلاً أيها الحبّ

فمالي في الهوى ذنبُ