كبرت للروح الأمين

كبّرتُ للروح الأمين

يهدي سناه الحائرين

ويكاد رجع ندائه

يحيى رفات الغابرين

ليروا مصارع مجدهم

وضياعه في العالمين

والذنب ذنب الوارثين

وليس ذنب الغاصبين

ولقد سألت الروح ما

حال الكرام الوالدين

فإذاه حال الثائرين

وليس حال الشاكرين

ودوا لو اقتحموا الزما

ن فأصبحوا في الكائنين

وتقدموا يبنون ما

هدمته أيدي العابثين

هم في التراب جوانح

تهفو وألسنةٌ تبين

عاشوا لمصر ومجدِها

وسلاحُهم نور اليقين

ومضوا فكان جزاؤهم

أن أصبحوا في الخالدين

وأرى بينهم أعظُماً

بليت وأرواحاً فنين

شغلتهم الدنيا عن ال

أخرى بما جمع اليمين

حتى غدَوا حرباً علي

نا لا على المستعمرين

والشعب يرقب والحوا

دث كالحجارة لا تلين

والحاكمون بأمرهم

يا ذلّهم في الحاكمين

شابَت نواصيهم وما

سئموا حياة اللاعبين

يتفاوضون على الجلا

ءِ ووحدَة الوادي الأمين

فاعجب لمقتولٍ يُفا

وِضُ في المصير القاتلين

فيماطلون ويخدَعو

نَ ويكذبون ويمكُرون

حتى تلاشى صوت مص

رَ وكان لحن الثائرين

ما بين أحزابِ اليسار وبي

ن أحزاب اليمين

يا قوم إن الحقّ تص

رخ روحه بالنائمين

سودانُ مصر وتينها

لا كان مَن يفرى الوتين

وأرى الجلاءَ قضيّة

طالت على مرّ السنين

فاحيوا كراماً أو فوَلّوا

وجهَكُم شطرَ المنون

فالموت في ساح العلا

خير من العيش الغبين