مجالي الصبا لا طواك الزمن

مجالي الصبا لا طواك الزمن

ولا فترت عن هواك الشفا

ولا زلت رغم جراح المحن

ينابيع تروى جدوب الحياه

إلى فجرك الرطب حن النظر

وفي حلمك العذب عاش الخيال

وها أنا بين فيافي القدر

صادى غنوة ما وعتها الليال

إذا سألتني أماني الشباب

عن النور يعشى جفون الظلم

أقول لها في صباي الجواب

وفيما طواه البلى من نغم

أنا الشارد الخطو أحدو الأمل

وليس له في وجودي مكان

أنا ذلك اللغز لما يحَلّ

ومظهره الفرد صوت الهوان

أنا من أنا حدثي يا نجوم

وإن لم تجيبي فلن تعتبي

كلانا برته ليالي الهموم

وضيع في زحمة الموكب

ومن أنا أو أنت في العالم

وإن غبت أو غبت ماذا يكون

سيروى جوانح قبرى دمي

وتاكل من جانبيك السنون

بربك لا تسخري من بكاي

فما أنت ممن يذيل الدموع

وما أنت إلا كباقي مناي

تموت وتولد بين الضلوع

أراك سئمت نداء الحزنين

وما هو إلا شهاب خبا

فلا تسلكي في عداد السنين

لياليه بعد فوات الصبا

أنا من أنا حدثي يا نجوم

وإن لم تجيبي فلا تطلعي

وحسبي من العيش هذي الغيوم

تغشى سمائي وتبكي معى

ويا أيها الفرد في قدرته

يدبّر أمري كما يشتهي

أرح طائر السجن من شقوته

فلن تنتهي قبل أن تنتهي

أرى العمر يوغل في خطوه

ولو شاء مطلق قيّده

لعل الذي فات من صفوه

يرد إليه الذي أفقده

ويا ليت روحي على جدبها

تراح من السافيات الشداد

ويا ليت نفسي على ركبها

تلقن غير معاني الحداد

هو الكون ينل كالكائن

صلالاً من الشر ما إن تريم

ولو شاء ربي لما راعنى

بها كل حين كأني رجيم