هائم الروح بالهوى والأماني

هائمُ الروح بالهوى والأماني

خالدُ الذات وهو كالناس فان

فيه مافي الحياة من مشكلات

فهو فوق النهى ودون العيان

لوحةٌ أثبتَ الزمان عليها

أبَدِيَّ الظلال والألوان

هو كالطينة التي نحن منها

فهو كلُّ الأنام في إنسان

ملكٌ حينما يشاء له الفنّ

عزيزُ المقام والصولجان

أو حقير عُريان مزَّقَه الجو

عُ وأضنَتهُ لوعة الحرمان

وإذا ما أراد فهو ملاكٌ

قدُسيٌّ مطهَّرٌ صمداني

أو غويٌّ تضجُّ منه السماوا

تُ مريدٌ إلّا على الشيطان

كل حيٍّ له لسان وهذا

وحده ناطقٌ بألف لسان

ولقد يعجِزُ البيان إذا عبّرَ عمّا

يشاءُ دون بيان

بانفعالات وجهِه الإنساني

واختلاجاتِ جسمهِ الأُفعُواني

بيدَيه بحاجِبَيه بعَينَي

هِ بما لا تقوله الشفَتان

فهو باكٍ أو ضاحكٌ وبليدٌ

عبقريٌّ أو معجزٌ ذو افتنان

وإذا حدّثت يداه فمرحى

وإلى الملتقى ودعني وشاني

واعذروني أو أنقذوني أو ابك

وا لبكائي أو فاهزَجوا بالأغاني

وإذا حاجِباهُ شالا فإع

جابُ محِبٍّ أو كبرياءُ أناني

وبعينيه ويح عينيه دنيا

صبواتٍ وفلسفات معان

فهُما شُعلتان وهّاجَتان

أبداً بالوجود طوافتان

وهما طفلتان عربيدتان

وإلهيّتان شيطانتان

يخفُق الكون حين تأتلِقان

وتنام الحياة إذ تخبوان

وعلى ثغره وف شفَتيه

يتلاشى السكون في الهذيان

شفتاه أو شاطئا البحر سيّا

ن ففي قلبه محيط الزمان

إن يقلّبهُما فحدّث عن الساخر

يشقى بسُخره الخافِقان

أو يُدّوّرهما فما أظمَأ القب

لة تهفو إلى خدود الحسان

أو يحدّي عن الغرام فقد تص

بح أنت الخليّ عبد الغواني

هو إن ثار فالبسيطة روما

وهو نيرونها بلا نيران

وإذا ما امطأنّ فالجدولُ

العاشق يشكو هواه للشطآن

ربّما تلتقيه ينساب بشراً

وبجنبيه ثورةُ البركان

ليت من يحسدونه عرفوه

فهو كونٌ كهذه الأكوان

حيرتي فيه مثل حيرته الكُب

رى إذا عاش في الوجود الثاني

أنا ما إن وصفته غير أني

قد تمثّلتُ عالم الفنان