هتف الشاطىء بالمدح

هتف الشاطىءُ بالمد

ح ألا ترحمني

أنا من يوم خُلِق

نا عبقريّ الشجَن

عمرنا عمر هوا

نا وهو عمر الزمن

وعلى قربك منّى

آه ما أبعدني

فأسرّت موجة في أذ

ن الشطّ الحبيب

كيف تشكونا وإنّا

منك يا شطّ قريب

نحن في قلبك يا عاشق

نفنى ونغيب

ولنا في الرم

ل لو تعلم تاريخ عجيب

وتلاشت فتنةُ الأم

واج في حضن الرمال

بعد أن أسكرت الش

اطىء من خمرِ الوصال

وأغارت موجة حيرى فحي

ت في دلال

وانثَنَت لم تُسعِد الش

ط وللشطّ ابتهال

ورأى الشاطىء حوّ

اء تنادي آدما

فتمنى لو أغالت

ه المقادير فما

ليغنّيها على الخ

لوة لحناً حالما

حرِمَ الموج صدا

ه حين ولّى ساهما

وسرت حوّاءُ تختا

ل على نور الأمل

وأتى آدم يختا

ل على نور المقل

فتغنّى الشط والأموا

ج ألحان الغزل

نسيا العتب وهاما

بتغاريد القُبل

حين راحت هي تبنى من

رمال الشط قصرا

يرقص الطل عليه

وتذيب الشمس تبرا

ومضى آدم يبنى

من معاني الحب شعرا

فيزيدان جمال

الشط والأمواج سحرا

ونضَت حواء عن

خبتها مثل السراب

ونضا آدم عن صح

رائه مثل السحاب

نسجا ثوبيهما من سح

ر أحلام الشباب

ثم ناما فوق صدر ال

بحر مدنون العباب

عربد الموج وشبّت في

رمال الشط ثوره

قال للأمواج ما لي لم

أنم فيكن مرّه

وأرى الأنجم تختال

على الآفاق حرّه

لهفتا للشط يشكو

لبنات البحر أمره

لهفتا للشطّ يهوى الموج

والموج مريد

فإذا ما أقبلت حواء

فالكل عبيد

وهي حوّاءُ لها في

كل شيء ما تريد

هي كالأقدار معناها

قريب وبعيد

فكرة للَه لا يع

لمها أحكمنا

حارت الأفكار فيها

مذ عرفنا الزَمنا

في هواها قد علم

نا وجهلنا المحنا

كلنا عطف عليها

وهي لا ترحمنا