هتف الليل فلب الهاتفا

هتف الليل فَلَبَّ الهاتفا

أيها السابح في أوهامه

وانسَ آلامك فالجفنُ غفا

من سهادِ زاد في آلامه

إنها إوهام حبّ عذّبك

وجفون ذوبُها قد ذوبك

وفؤاد تاه في وادي الغرام

يا غريبَ القلب في الوادي الغريب

لا تلمه إن هفا للذكريات

واشرب الكاس على ذكر الحبيب

غنها سلواك عن ماض وآت

ربّما رقّ لك الليل فحيّا

أذن الهاجر باللحن نديا

من دموع وجراحٍ وسقام

قل له يا ليل إن نام حبيبي

غافلاً عن ناره في أضلعي

فأقم يا ليل سترا من قريب

واتل تسبيحة أشواقي معي

وإذا ما رنحت أهدابه

سكرةٌ من سكرات لاحلم

فترفّق بحبيبي في المنام

وإذا راوده طيف احتراقي

وحنيني للقاء وعناق

فترنّم بأهازيج الهيام

وإذا طاف بجفنيه خيالي

راجيا ساعة قرب ووصال

فاحن يا ليل ففي القرب سلام

إيه يا ليل لقد شاركتني في ذكرياتي

والتقت فيك أغاريدي بنوحي وشكاتي

كم تضوّأت بلألاء الهوى وهو مواتى

وكم استفت شذا الحب ونفح الصبوات

كم ترفقت بنا قلبين ذابا في صلاة

بُدِئَت بالقبلات وانتهت بالقبلات

بارك اللَه صداها ولها كانت حياتي

ذقت في أمنك يا ليل رحيق الأمنيات

وعلى صدرك يا ليل ترامت زفراتي

أيها الخالد يروى بدموعي الخالدات

قل له حسبُ عليل ما يلاقى

علّه يحنو فيرضى بالتلاقي

لتذيب العمر في كأس الوئام