واقع أروع من نسج الخيال

واقعٌ أروعُ من نسجِ الخيال

ومن الأنباء صدقٌ كالمُحال

ويقينٌ أذهل الشكّ فلم

يبق للشكّ على الأرض مجال

وإذا ما استيقظ الحقّ فلا

عُدّ في الأحياء عبّاد الضلال

لعنةٌ خرقاءُ فرعونيةٌ

تلك يا هتلرُ أم ريح الزوال

وضحاياك الألى أرهَقتَهم

شربوا الوهمَ على ذكر الخيال

وترى البيد وقد روّيته

بالدم الدافق من صيد الرجال

والعذارى أورَدتهنَ الوَغى

مورِداً غطّت حوافيه الصلال

واليتامى بين مفطوم على

ذلّة الجوع وأنضاء اعتلال

والثكالى ذُقن من كفّ الردى

حمَمَ الثكل فأبكين الجبال

أين يا جزّار ما أرهَفتَه

لبنى الإنسانِ من دامى النصال

أين صرحُ المجد قد شيّدتَه

فوق أشلاءِ الضحايا والرمال

مصرَعٌ للخير لم تحفِل به

بعد أن صالَ بك الشر وجال

أين لا أين فقد ضمّ الثرى

رائد البغي فما يجدي السؤال

من ضِفافِ الرين طارت شُعلة

شبّها الفُهرَرُ حمراءُ الظلال

ضجّتِ الدنيا لها جازِعَةً

ثم غنّت بعد أن مات الذُبال

فاكتبوا بالنار في تاريخها

صفحةً تبقى على مرّ الليال

أمّةٌ ماتت لتحيا أُمَمٌ

شربت من كفّها كأسَ النكال